تعز اليوم
نافذة على تعز

العلاقات الخليجية – الخليجية: معضلة الفراغ الاستراتيجي والتجزئة (1971 – 2018) للكاتب محمد المسفر

المؤلف: محمد صالح المسفر

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية

الناشر: مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة؛ الدار العربية للعلوم – ناشرون، بيروت

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 318

منوعات – تعز اليوم :

يرصد هذا الكتاب تطور العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، متناولاً مسارات التعاون والصراع فيها قبل قيام المجلس وبعد تأسيسه منذ الثمانينيات حتى الآن، والعوامل المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة فيها، وذلك في محاولة لفهم هذه العلاقات ودراسة اتجاهاتها والبحث في مصيرها.

يضم الكتاب سبعة فصول؛ يعرض الفصل الأول لأهمية موقع دول الخليج، ولا سيما أهمية موقعها النفطي الجيوبوليتيكي والجيوستراتيجي، فيما يبحث الفصل الثاني في أوضاع منطقة الخليج العربية، خلال مرحلة النفوذ البريطاني من عام 1806 حتى مرحلة الانسحاب البريطاني (1968 – 1971) التي عرفت بـ «استراتيجية شرق السويس»، وما أعقب ذلك من إشكاليات وصراعات حول الحدود والسيادة في المنطقة في ظل مواقف القوى الإقليمية مثل السعودية والعراق وإيران، إلى جانب المواقف الدولية. ويتناول هذا الفصل الدعوة إلى الاتحاد بين إمارات الساحل العُماني المتصالحة: أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وعجمان وأم القيوين، وكذلك إعلان «الاتحاد» الذي ضم الإمارات المتصالحة إلى جانب البحرين وقطر، أواخر شباط/فبراير 1968، والذي انفرط عقده في تشرين الأول/أكتوبر 1970، ثم قيام اتحاد الإمارات الست باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، في كانون الأول/ديسمبر 1971، كصيغة وحدوية انضمت إليها إمارة رأس الخيمة في شباط/فبراير 1972. وجاءت هذه الصيغة لملء الفراغ «المحلي» بين إمارات الساحل العُماني الناجم عن قرار الانسحاب البريطاني. ويبين هذا الفصل أيضاً الدور البريطاني وصراعات القوى الدولية والإقليمية التي حالت دون دخول السعودية وقطر والبحرين والكويت وسلطنة عُمان في أي صيغة اتحادية أو تنسيقية لا تتلاءم والمصالح الاقتصادية البريطانية في المنطقة.

ويركز الفصل الثالث على اندلاع الثورة الإسلامية في إيران مطلع شباط/فبراير 1979، ثم الحرب العراقية – الإيرانية، التي اندلعت في أيلول/سبتمبر 1980 واستمرت حتى عام 1988. وأدت هذه التطورات التي ترافقت مع استكمال الانسحاب البريطاني من المنطقة وانتهاء فاعلية معاهدات الصداقة التي أبرمتها بريطانيا مع الدول المستقلة حديثاً في الخليج مطلع الثمانينيات إلى قيام مجلس التعاون الخليجي بوصفه «صيغة تنسيقية» لمواجهة تداعيات الحرب بين أبرز قوتين إقليميتين (العراق وإيران) وملء الفراغ الاستراتيجي «الإقليمي» الناجم عن الانكفاء البريطاني الكامل عن المنطقة، في مقابل تصاعد نفوذ الولايات المتحدة وفرض أجندتها على دول المنطقة.

أما الفصل الرابع، فيتناول تداعيات «الغزو العراقي» للكويت، في آب/أغسطس 1990، وتزعم الولايات المتحدة للتحالف الدولي الذي ضم معظم القوى الغربية، إضافة إلى عدد من الدول العربية المؤثرة مثل مصـر وسورية، لتحرير الكويت» في كانون الثاني/يناير 1991. وجاء التدخل الأمريكي الذي ترافق مع انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، في سياق الاستراتيجية الأمريكية لتكريس الهيمنة الأمريكية على دول المنطقة وسلب إراداتها.

ويبحث الفصل الخامس في الأحداث والقضايا التي كان لها وقعها وتداعياتها على خيارات دول الخليج العربية؛ ولا سيّما «انتفاضة الأقصى» التي أعادت قضية الصراع العربي – الإسرائيلي إلى الصدارة، ثم هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 التي ترافقت مع حملات إعلامية أمريكية وغربية لتشويه صورة العرب والمسلمين. ومهدت تلك الحملات لإعلان الولايات المتحدة «الحرب على الإرهاب» وغزوها لأفغانستان 2001 ثم احتلالها العراق عام 2003. ويبين هذا الفصل أيضاً مواقف دول مجلس التعاون المتباينة إزاء تطورات الأحداث في المنطقة والتعامل مع تصاعد النفوذ الإيراني، إذ انقسمت الآراء – ولا سيّما بين قطر والسعودية – إزاء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وكذلك العدوان على غزة أواخر عام 2008 وعام 2014. كما برز الانقسام إزاء انتفاضات الربيع العربي، وبخاصة إزاء التطورات في مصر، وصولاً إلى حد القطيعة بين دول مجلس التعاون، مع قرار السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، في حزيران/يونيو 2017 بعد اتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس.

ويبحث الفصل السادس في الاستراتيجية الأمريكية لتكريس الهيمنة على المنطقة والمصالح النفطية فيها لاقتصادات العالم. كما يعرض للمحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى التطبيع مع دول الخليج منذ مؤتمر مدريد للسلام في 1991 حتى الآن.

أما الفصل السابع والأخير، فيتناول مواقف دول مجلس التعاون من انتفاضات «الربيع العربي»، ولا سيّما إزاء التطورات في مصر واليمن وسورية وليبيا وتداعياتها على دول المجلس، وأبرزها الأزمة الخليجية الناجمة عن تدهور العلاقات بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر.

قد يعجبك ايضا