إستحضار غير بريء لمعارك تاريخية
ماجد زيد – تعز اليوم :
الأقيال فكرة مليئة بالتطرف والإنتقام، ورداء بريء عن كل المتلبسين به أو المتقولين بشعاراته، وهي إستحضار غير بريء لمعارك تاريخية لا تكاد تتوقف عن العداء حتى تبرز مجددًا، لقد سئمنا حقًا من طريقة التطرف مقابل التطرف، ومحاولات التلبس برداءات إضافية في طريق السلطة، أو بغرض النيل من الخصوم السياسيين والدينيين.
من غير المعقول أن نصمت اليوم عن إشاعة مناخ إضافي من الخوف والقلق والكراهية والمناطقية والطائفية، مناخ يسىء لنا جميعًا، خصوصًا مع ما نحن فيه من كارثة وطنية شاملة، نتيجة تضييع الدولة والإحتراب الداخلي، إنه لمن العيب علينا أن نشغل الرأي العام بقضايا الطائفية والمناطقية والإقتتال متجاهلين المعالجات الجادة للحلول، ولضرورة إقامة الدولة والديموقراطية والمواطنة المتساوية، المواطنة التي تهتم بالحقوق والواجبات، وتعمل على بناء مواطن قادر على العيش بسلام وتسامح مع غيره على أساس المساواة وتكافؤ الفرص، بقصد التشارك في بناء وتنمية الوطن والحفاظ على العيش المشترك فيه.
نحن اليوم أمام تحدٍ تاريخي، لإيجاد حركة وطنية متساوية، في سياق حركة المجتمع وتحولاته، بلا تمنطق وتطرف وكراهية وإستدعاء لشعارات عتيقة وأفكار منتهية، حركة وطنية شاملة تهدف لإعادة نسج العلاقات البينية للمجتمع والوطن، وتركز على تبادل المنافع وخلق الجوامع وإبراز الحقوق والواجبات والمسؤوليات، حركة تسهم الى حد ما في تشكيل شخصية المواطن، ليمنحها خصائص تميزها عن غيرها؛ بهذا فقط يصبح الموروث والنمط المشترك حمايةً وأمانًا للوطن والمواطن.
نحن اليوم نعيش حالة عظمى من التشظي والشتات، حالة لاحقة من إنهيار الدولة وتوسع رقعة الكراهية في المجتمع الواحد كنتاج تراكمي للحرب والسياسة والتبعية الخارجية، إن التعايش الديني والمناطقي طيلة العقود السابقة في المجتمع اليمني صار شيئًا من الماضي والذكريات، خصوصًا وقد طفت الأحقاد وتزايدت مسببات الإنقسام وعواملها الداخلية والأقليمية، إن العودة لحوار العقل وتجديد فكرة الدولة المدنية ضمن عقد إجتماعي يتفق عليه الجميع وتُسيره محددات وقوانين الديموقراطية الفعلية هو أبرز الحلول، وهو السبيل الحصري والوحيد لمستقبل يكون بمستوى لائق من الأمال والطموحات الحزبية والسياسية.