الارض على موعد مع عدد كبير من الفيضانات بسبب الحضيض الشمسي
توقع الدكتور جمال سيد خبير المناخ والطقس المصري أن يزداد التطرف المناخي حدة خلال الأعوام القادمة، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى مرور الأرض بفترة من فترات الحضيض الشمسي.
منوعات – تعز اليوم:
وفي تصريح خاص لـRT قال سيد: “لا شك أن العديد من بلدان الشرق الأوسط عانت خلال الأعوام الماضية فترة من التغيرات المناخية، حدث بها خلل في كميات معدلات الأمطار ومناطق سقوطها، وأيضا خلل في معدلات درجات الحرارة والتي خرجت في كثير من الأحيان عن المعتاد”.
وأشار إلى أن هذا التغير ظهر جليا في موسم خريف 2018 والذي شهدت فيه تحديدا دول عدة تغيرات مناخية اتسمت أحيانا بالقسوة، كدول الخليج والعراق ومناطق واسعة من بلاد الشام.
ولفت إلى أن نمط التطرف المناخي ما زال سائدا حتى اللحظة، متوقعا أن يزداد حدة خلال الأعوام القادمة.
وأوضح أن أسباب التطرف المناخي تعود إلى مرور الأرض بفترة من فترات الحضيض الشمسي grand solar minimum حيث تتأثر الأرض الآن بالدورة الشمسية رقم 25 والتي بدأت قبل عام من الآن، ومن أهم سماتها ضعف النشاط الشمسي بشكل كبير، لم يحدث منذ 200 عام.
وتابع أن ضعف النشاط الشمسي الحالي الذي جاء أضعف مما كان عليه خلال الدورة الشمسية رقم 24 بنسبة تصل إلى 30% تقريبا، ينتج عنه حدوث تشوهات في التيار النفاث، حيث يتمدد بشكل أكثر من المعتاد ويصبح ضعيفا، إضافة إلى حدوث انبعاجات كثيرة به، وهو ما ينعكس بشكل واضح على توزيع الضغوط الجوية، وتغيرات كبيرة في درجات الحرارة ومعدلات الأمطار، فعلى سبيل المثال: في فصل الشتاء الحالي ينحدر الهواء القطبي المتجمد من العروض العليا إلى العروض الوسطى ويصل إلى مناطق غير معتادة.
وأردف قوله: “خلال فترات الحضيض الشمسي يحدث تمدد للمجال المغناطيسي المحيط بالأرض وهو ما يعمل على تسرب الأشعة الكونية إلى الغلاف الجوي للأرض، والتي زادت بنسبة 13 % عما كان عليه الحال في الدورة الشمسية السابقة”.
وأوضح أن “تسرب الأشعة الكونية وتفاعلها مع غازات الغلاف الجوي للأرض إلى يؤدي إلى تشكل سحب عميقة ومنخفضة يصاحبها هطول غزير جدا للأمطار على حيز ضيق من الأرض وهو ما ينتج عنه تشكل الفيضانات والسيول الجارفة”.
وطرح أمثلة عما حدث قبل أشهر قليلة في إقليم ليغوريا شمال غرب إيطاليا، والذي شهد تساقط أمطار غزيرة جدا قاربت 900 ملم خلال 24 ساعة فقط، وما حدث الصيف الماضي في ألمانيا وبلجيكا حيث بلغت الأمطار المقدرة 600 ملم في أقل من 24 ساعة.
وقال إنه في فترات الحضيض الشمسي وبسبب ضعف المجال المغناطيسي وتسرب الأشعة الكونية تحدث زيادة في وتيرة الزلازل والبراكين حول العالم.
وأضاف: “ينتج عن البراكين القوية التي تدفع بالرماد البركاني والغازات إلى طبقة الستراتوسفير ذرات ثاني أوكسيد الكبريت التي تعمل على انعكاس أشعة الشمس إلى الفضاء الخارجي وعدم وصولها إلى الأرض، وهو ما يزيد من تبريد مناخ الأرض، والذي من المتوقع أن يظهر جليا خلال الأعوام القادمة”.
وأردف قوله: “يتزامن مع فترات الحضيض الشمسي، عدم انتظام معدلات الأمطار ودرجات الحرارة، وهو ما يؤدي إلى حدوث فشل زراعي، وبالتالي حدوث نقص في إنتاج المحاصيل وبالتالي ارتفاع أسعار الغذاء، إضافة إلى استهلاك المزيد من الطاقة، ما يتبعها من مشكلات أبرزها ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق”.
وأشار إلى أن فترات الحضيض الشمسي يشكل فرصة أمام الفيروسات والأمراض المعدية للانتشار.
وأكد أبرز الدراسات التي أجريت في هذا السياق كانت للباحثة فالنتينا زاراكوفا، التي تؤكد على ما تم ذكره.
وأضاف أن زاراكوفا تشير إلى أن فترات التغير المناخي ستزداد حتى العام 2026، يعقبها بدايات عصر جليدي مصغر قد يصل ذروته خلال الفترة من عام 2030 إلى عام 2040.
وأوضح أنه حسب أراء كثير من الباحثين، فإن الفترة المقبلة قد تتشابه مع فترة دالتون المناخية، والتي سميت على اسم عالم الأرصاد البريطاني جون دالتون والتي امتدت خلال الفترة من عام 1790 إلى عام 1840، وتخللها تجمد هائل في معظم دول نصف الكرة الشمالي، خاصة الواقعة شمال دائرة عرض 40 شمالا”.
مؤكدا أن الأمر يرتكز على الدورات الشمسية وتأثيرها الواضح على مناخ الأرض عبر الزمن، التي تنقسم إلى دورات شمسية ذات نشاط شمسي قوي، أخرى ذات نشاط شمسي ضعيف.
المصدر ار تي