زيارة الزُبيدي الغامضة إلى الرياض
خالد سلمان – تعز اليوم:
تلقى رئيس المجلس الانتقالي دعوة لزيارة عاجلة للرياض، لتدارس الأوضاع المستجدة السياسية العسكرية.
أهمية هذه الزيارة تكمن في تزامنها مع تطورات متسارعة في الميدان العسكري، حيث تشهد الحديدة انسحابات مفاجئة، نفت السعودية والأمم المتحدة علمهما بها قبل حدوثها، الأمر الذي منح الحوثي فرصة للتمدد، وبسط سيطرته على المناطق المُنسحب منها، وفرض سيادته المطلقة على أهم شريان مائي في البحر الأحمر، وتعزيز سلطته على مزيد من الموانئ التجارية ذات الدخل المادي العالي، والضروري لتمويل مجهوده العسكري.
الزيارة غامضة في جدول أعمالها، لجهة المطلوب من الإنتقالي في هذه اللحظة الفارقة، التي تشهد إعادة توزيع لمسارح العمليات، بانكماش طرف واتساع “سلطة” الحوثي، وما يؤكد أهمية ومفصلية هذه الزيارة، هو اجتماع الانتقالي بمجلس رئاسته، وقياداته العسكرية والأمنية لبحث وتدارس موضوع الزيارة وإقرارها.
الواضح أن هناك إشكالية في قراءة ما بعد الإنسحاب، فيما قد يبارك المجلس عودة قواته من الساحل الغربي، إلى مسرح عمليات الجنوب، فإن هناك من يحاول أن يرسم مساراً مختلفاً، إطاره الزج بالقوات الجنوبية في ميادين قتالية أُخرى، وهو ربما مالا يجد قبولاً لدى الإنتقالي، ومن هنا تأتي الدعوة لزيارة الرياض، بهدف الضغط لإعادة رسم مهام وعمل القوات، بما يتخطى جبهات الجنوب، وباتجاه مأرب والبيضاء وبيحان وتعز.
التواجد في الحديدة الخيط الوحيد الدال على وحدة المعركة ضد الحوثي من الشمال وحتى الجنوب، فهل انقطع ذلك الخيار إلى غير رجعة، وأصبح كل الجنوب بمشروعه السياسي ومسرح عملياته قطاعاً مستقلاً عن الشمال، وإعادة صياغة تلك العلاقة بدعم الجنوب اللوجستي لمقاومة الشمال، دون الإنخراط الكلي وبكامل قواته في العمليات المسلحة؟.
المزاج العام جنوباً يمضي نحو الإنكفاء، فيما لصانع القرار السياسي قراءات وتقديرات وحسابات أُخرى.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك.