من هو “إمام النوبي” وكيف ساهمت السعودية في تمكينه عسكريا ؟
برز اسم إمام النوبي، قائد المتمردين في مدينة عدن، معقل المجلس الانتقالي جنوبي اليمن، خلال الساعات الماضية، كاهم الشخصيات المؤثرة في لتحولات الجارية في المشهد جنوبا، فمن هو وكيف ساهمت السعودية ببناء إمبراطورتيه العسكرية؟
متابعات_ تعز اليوم:
النوبي لم يكن اسم جديد على أبناء عدن الذين اكتووا خلال السنوات الماضية، بسياط جلاديه داخل معتقلات سرية في معسكر عشرين بكريتر كغيره من الفصائل الـ39 التي تتقاسم المدينة كمربعات امنية بسلطات كاملة ، فهو شاب في العشرينيات من العمر ، ينتمي إلى مديرية ردفان في محافظة لحج، رغم محاولة إعلام الانتقالي تصويره على أنه من منطقة الصلو في تعز.
يعتنق “النوبي” المذهبي السلفي الجهادي ، وقد سبق له وأن كفر معظم شباب ومراهقي مديرية كريتر ، واخضع بعضهم لجلسات تعذيب داخل معتقلاته، وهو يستند على قوة الفصائل التي دربتها القوات السعودية وزودتها بالأسلحة وكان يتوقع تسليمها حماية مطار عدن الدولي قبل نقلها لحماية معسكرها في البريقة ومن ثم اعادتها إلى كريتر لتكون شوكة في خاصرة الانتقالي، بالإضافة إلى قوة عسكرية أخرى تتبع شقيقه مختار النوبي الذي يقود اللواء الخامس المنتشر في ردفان ويملك معسكرات في عدن وابين.
بدأت خلافات النوبي والمجلس الانتقالي في العام 2019، عندما حاول الانتقالي اخراج قواته من كريتر التي تضم اهم المؤسسات الحكومية بينها قصر المعاشيق ، مقر إقامة هادي وحكومته وكذا البنك المركزي ومؤسسات عدة باعتبار كريتر بمثابة مركز عدن كونها المدينة الاقدم فيها، لكن مخاوف الانتقالي من اتساع رقعة الانقسامات في صفوف قواته دفعته لمهادنة النوبي، وخلال الاحتجاجات التي شهدتها عدن خلال الأسبوع الماضي برز النوبي كاهم قادة الاحتجاجات إلى جانب قيادات أخرى تم اقصائها من منصبها وتملك ترسانة عسكرية في المدينة، وحتى تفجيره للوضع بهجومه على مركز شرطة كريتر التابعة للحزام الأمني كان ردا على قيام هذه الفصائل باعتقال عددا من ضباطه وعناصره ، الذين طالب بإطلاق سراحهم فورا مقابل اخلاء سبيل مسؤولين امنين من عناصر الانتقالي.
تحرك النوبي من حيث التوقيت يؤكد الاتهامات للسعودية بالوقوف ورائه، فتبنيه لشرطها بخروج قادة الانتقالي من عدن إضافة إلى استنفار القوات السعودية في عدن مع محاولة الانتقالي الهجوم على كريتر مجددا ناهيك عن الاسناد المدفعي الذي حظا به النوبي من مواقع مطلة على المعاشيق الذي تتولى قوات سعودية حمايته ، جميعها مؤشرات على أن السعودية وراء ما يجري وهدفها اجبار الانتقالي على تنفيذ أجندتها سواء على مستوى خروج قياداته أو حتى فصائله من عدن.