أعوان المجرمين..أدوات الإفلات من العقاب
عمر الحميري*_ تعز اليوم:
وسائل الإفلات من العقاب كثيرة وليست فقط فرار الجاني من وجه العدالة ، يجب الحديث عنها وعن مخاطرها لتعرية الظواهر السلبية ، الوسطاء المفسدين الساعين في كل قضية لثني الضحايا عن التمسك بحقهم في العقاب، يتحركون بيننا في الظاهر بوصفهم مصلحين والحق أنهم مفسدين فهي الأرض.
والصلح خير دائما “إلا صلح أحل حراما أو حرم حلالا” وهذا المبدأ الشرعي الذي يجعل الصلح شر، الذي يهدر الدماء ويهدر مقاصد الدين الذي جاء لحماية الدين والنفس والمال والعرض، بينما يقوم الوسطاء بتسهيل الافلات من العقاب واهدار كل هذ المقاصد الخمس.
وساطات في كل قضية وجريمة ومجزرة _وأستثني هنا وساطات الخلافات الاخرى لان التوسط فيها لا يهدر الحق ولا يضر المجتمع بل يحفظ الدماء ويمنع الفتن_ ولكن مانراه هو نشاط عشوائي مكثف وشيوخ نص كم مجردين عن القيم والمبادئ التي تحمي المجتمع ولايهمها سوى المصلحة والمكسب ومخارجة صاحب البلاد.
يتم التدخل منذ وقوع الجريمة وقبل القدرة على العقاب بأساليب ضغط واكراه معنوي ، مثل التدخل لدى سلطات التحقيق الرسمية بطلب شخصي من قبل الوسطاء لوقف اجراءات التحقيق لإنجاح مساعي الصلح!، وهكذا يعتقد الضحايا ان الجاني اقوى وأكثر نفوذا وأن باب العدالة مقفل أمامهم ولا مجال سوى الخضوع للوساطة و”صلح اعوج ولا شريعة ساني” كما يقول المفسدون
وساطة لاتفرق بين جريمة بشعة واخرى هينة ، وبين ماضي مجرم عتيد وخطر وبياض صفحة اخر، لايهمهم الردع والزجر بل تشجيع الاخرين على التمادي ، ولايهمهم تحقيق العدالة للمجتمع بل مساعدة صاحبهم، هؤلاء هم اعوان المجرمين ومصدر ثقة المجرم حين يرتكب مجزرة بأن لديه “رجال مايفلتوش صاحبهم” وهكذا أصبحت لدينا ثقافة جريمة وثقافة افلات من العقاب.
وهكذا نرى وسطاء مفسدين هم شركاء للمجرم في كل جريمة لاحقه وهم الغريم الناعم للعدالة .
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”
*محامي