تعز.. الجار المغدور والمستوطن القاتل
متابعات_ تعز اليوم:
يكتب الصحفي “فكري قاسم”، كشاهد عن جريمة مقتل جاره “صادق الأهنومي” أمام أسرته من قبل أفراد الجيش، في حي الجحملية شرقي المدينة، التي تحولت إلى ساحة للفوضى والانفلات، ندعكم مع النص :
“صادق الأهنومي” جارنا في الجحملية؛ أعرفه من زمان وأعرف أمه وأبو وأخوته كلهم زيما يعرف أي جار كل ما هو متعلق بحياة جيرانه الأقربين، نزح هو وكامل أسرته من الحارة أثناء حرب الجحملية الطاحنة.
رجع الحارة قبل فترة قصيرة هو وأمه وزوجته وجهاله وواحد من إخوانه اللي “قدو مجنون ومقرح فيوز“، صادق أصغر إخوته الخمسة وهو في عائلته البسيطة الشاقي حق البيت، معه موتور يطلب الله به؛ يطلع منه صرفة اليوم ولقمة الجهال وذرة قات.
صادق هذا شاب حبوب وطيب وخدوم، كان مخزن قبل أمس العصر؛ جنب باب بيته في الحارة المهجورة، وقد بوه في الحارة نازحين ومستوطنين جدد تدفقوا إلى البيوت المهجورة واصبحوا سكانها والنسبة الغالبة في الحارة، وسهل كل احنا يمنيين شردتنا الحرب.
بس المشكلة أن هذا الجار الجديد الذي هبط في بيت مهجور في الحارة بالقرب من بيت الأهنومي؛ كان أمس متضايق ليش صادق جالس مخزن في الحارة جنب باب بيته وبيت أبوه وعائلته من قبلما يجي النازح الذي انزعج ليش هو مخزن في الشارع جنب البيت :
– مالك دخل ياخي؛ انا جنب باب بيتي وفي حارتي؛ انت ماجابك هنا؟
ومن كلمه لا كلمه اتضاربوا أمس العصر؛ فرعوا بينهم الناس وساروا قسم الشرطة.
قسم الشرطة حبسوا النازح وبعدها افرجوا عنه بضمانة مدير الغرفة التجارية سعما فهموا صادق وخلاص وانتهى الاشكال وصادق عمل تنازل وسدوا بينهم وكل واحد يروح بيتهم.
الساعة 9 الليل تقريبا وصادق جالس في البيت بين جهاله وأمه وزوجته وأخوه علي اللي مقرح فيوز، سمع صوت دقدقة في باب البيت؛ خرج يشوف من؟، طلع انو جاره النازح المستوطن الجديد في الحارة، المرقم كجندي تبع مدري من فرق حماة تعز والثورة والجمهورية والوحدة والوطن.
فتح له صادق الباب، وباشره المستوطن طلقتين رصاص، حاول صادق الهرب إلى داخل البيت، لحقه إلى داخل البيت وقتله قدام امه وزوجته وجهاله وخرج.
خرج منتصرا بينما كان صادق يموت والبيت كله صراخ وعويل في حارة مهجورة لا جيران فيها يسمعون ولا دولة يحتمي بها مستضعف في الحارة، بذل العاقل عبدالوهاب مهيوب جهدا طيبا ليلة قبل امس مع أفراد قسم الشرطة أو مع إدارة أمن المديرية؛ لا اتذكر مع من بالضبط
والمهم ألقوا القبض على القاتل، النازح؛ المستوطن؛ القاتل بين يدي العدالة الآن، ومتى القصاص؟
القصاص لصادق الجار المغدور، صادق العائل الوحيد لأسرة شافت دمه يسكب في الأرض، وتخيل انت بس حد يقتلك قدام صغارك وقدام زوجتك وامك؟
اووووف والقهر.. أي شيء يمكنه أن يجعل هذه الأسرة المكلومة تنسى بشاعة وهول ذلك المنظر الذي لن يزول أبدا من ذاكرة الصغار قبل ذاكرة الأم والزوجة؟
لا شيء غير القصاص من المستوطن القاتل، والآن وقته يا أصحاب تطبيق شرع الله، هذا هو الوقت الحقيقي لتطبيق حدود الله، الله يرحمك يا جاري العزيز، الله يرحمك يا صادق، والقصاص من المستوطن القاتل.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.