يعكس مدى تململ المواطنين من سلطة الشرعية..حراك تعز
يعكس خروج أهالي تعز المتواصل بالاحتجاجات والتي كان أخرها المظاهرة التي شهدتها المدينة يوم أمس السبت، للتنديد بجرائم الانفلات الأمني والمطالبة بتغيير قيادات الجيش والأمن، مدى تململ المواطنين من أداء سلطة الشرعية التي تحكم المحافظة وتشكل غطاء للمجاميع المسلحة التي ترتكب الانتهاكات بحق المدنيين على مدى سنوات من الحرب.
خاص_ تعز اليوم:
وطالبت المظاهرة التي دعت لها الحركة الشعبية لإنقاذ تعز (يكفي)، بإقالة كافة القيادات العسكرية والأمنية والقبض على مرتكبي جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، والكشف عن مصير المخفيين قسرا، وتجريم تدخل الجيش بالسطلة المحلية والايرادات وإعادة تموضع تشكيلاته العسكرية خارج نطاق المناطق المأهولة بالسكان وغيرها من المطالب السياسية والحقوقية.
وزادت الانتهاكات التي تمارسها المجاميع المسلحة المنضوية لقوات الجيش بحق أهالي المدينة والتي كان أخرها مجزرة أسرة الحرق التي راح ضحيتها مايقارب من عشرة بين قتيل وجريح من أسرة واحدة، في ارتفاع حدة السخط الشعبي في الشارع كون تلك المجزرة وغيرها الكثير من الانتهاكات تأتي ضمن مسلسل مستمر للجرائم التي تمارسها تلك المجاميع بحق المدنيين، حسب مراقبون.
الانفلات الأمني الذي يقره محور تعز بعد كل جريمة كذر للرماد على العيون وفي إطار تقديم الوعود والاكتفاء بإعلان مجددا عن قائمة المطلوبين أمنيا، يأتي في ظل احتدام صراع المصالح بين أقطاب السلطة العسكرية، التي يمثلها الإصلاح، والمحلية التي يتزعمها المؤتمر، ويزيد في تعميق الانقسام السياسي بين المكونات الداعمة للشرعية في المحافظة، حيث يحاول كل طرف إلقاء المسؤولية على الأخر.
بالإضافة للانفلات الأمني والانقسام السياسي، فإن استمرا الحرب والوضع الاقتصادي الصعب الذي يجثم على صدور المواطنين بسبب انهيار العملة وارتفاع الأسعار وغياب الخدمات واعتماد سياسات غير عادلة في توزيع المساعدات، يساهم كل يوم في خسران سلطة الشرعية ثقة أهالي تعز، المهزوزة أصلا.