فشل مهرجان “القاهرة الرابع”..يعكس فساد السلطة وتأثير التطرف على صنع القرار في تعز (تقرير)
كشف فشل فعالية اليوم الختامي لمهرجان “القاهرة الرابع” مدى فساد وإهمال السلطات المحلية التابعة للشرعية في تعز، الذي عكسه سوء التنظيم والتنسيق بالإضافة إلى تغلغل تأثير الأجنحة المتطرفة في قرارات المؤسسة الأمنية والعسكرية بالمحافظة.
خاص_ تعز اليوم:
واعلن الفنان عمار العزكي، الذي يحيي فعاليات مهرجان القاهرة، اعتذاره لجمهور تعز عن مواصلة الغناء في الفعالية الختامية التي كان من المزمع إقامتها يوم أمس السبت، بسبب نقل السلطات لمكان الاحتفال من ميدان الشهداء إلى منتزه زائد بشكل فجائي ودون التنسيق مع الفنان والجمهور.
وكانت السلطات قد أقرت نقل الاحتفال من قلعة القاهرة إلى ميدان الشهداء بعد مقتل الشاب “خليل” وإصابة أخرين من المشاركين في فعاليات اليوم الثاني لمهرجان القاهرة الرابع إثر تساقط أحجار، في ظروف غامضة لم تعلن نتائج التحقيق الرسمية عن ملابساتها حتى وقت كتابة التقرير، في ترجع إحدى الروايتين المتداولة سبب الحادث إلى عدم صلاحية القلعة لإقامة المهرجانات وتشير الأخرى إلى كون الحادث مدبر كونه جاء بعد تحريض متطرف ضد إقامة الفعاليات الغنائية في المدينة.
في ذات السياق، حمل بيان فرع الهيئة العامة للآثار في تعز مكتب الثقافة والسلطة المحلية مسؤولية حادث القاهرة المؤسف بسبب عدم أخذهم التحذيرات التي بعثتها الهيئة للمحافظ على محمل الجد والتي توضح عدم صلاحية القلعة لإقامة المهرجانات، مشيرا إلى أن مكتب الثقافة انفرد بالاحتفال وايراداته دون أي تنسيق مع المكاتب المختصة كالآثار والسياحة والإعلام وبما يخالف اللوائح والقوانين.
حادثة القلعة المؤسفة، جعلت السلطات تعلن عبر مكتب الثقافة نقل الفعالية الختامية إلى ميدان الشهداء وهو الأمر الذي تجاوب له أهالي المدينة الذين بادروا للوصول إلى بوابة ميدان الشهداء قيل ساعات من موعد إحياء الفعالية وبين الأمطار ليتفاجؤوا بقرار نقل الفعالية إلى منتزه زائد، وهو ما أثار استياء الفنان العزكي ودفعه إلى الاعتذار عن احياء الفعالية الختامية “احتراما لجمهوره”.
القرار المفاجئ بنقل الفعالية من ميدان الشهداء إلى منتزه زائد، أرجعت مصادر مطلعة سببه إلى استخدام قيادات متشددة في الجناح الديني لحزب الإصلاح نفوذها داخل المؤسسة العسكرية والأمنية التي يسطر عليها الحزب لإفشال المهرجان، بذريعة أن “الغناء لهو والفعالية تساعد على التميع والاختلاط”.
وأيآ تكن الأسباب التي كانت وراء القرار فإن الفشل الذي أظهرته السلطات في إدارة وتنظيم الفعالية حرم أهالي المدينة من اقتناص ساعات من الفرح والبهجة من بين كماشة الفوضى والانفلات والتشدد الذي تعيشه المدينة منذ اندلاع الحرب.
الصورة من فعاليات اليوم الأول لمهرجان القاهرة.