صحفي قدير وقلم ساحر يمتلك مشرطاً حاداً. ومهارة نطاسي يستأصل العضو العليل دون شعور المريض بألم الجراحة.
إنسان البساطة والتواضع يألف ويؤلف منذ الوهلة الأولى. كنت أقرؤه باستمتاع شديد كواحد من أهم كتاب المقال الصحفي.
بداية التعارف التلاقي في منتدى الباشراحيل. وهو المنتدى الذي يضم النخب المثقفة والأدبية والصحفية والشخصيات العامة العدنية واليمنية.
قرأته قبلا، قرأت كتاباته عن المدينة التي سكنته وسكنها.
أرخ لارثها التاريخي العظيم وعايش واندغم في مووايل افراحها وبكى مآتم اتراحها ومآسيها الكاثرة.
اختزنت ذاكرته مواويل عمال البحار. استمزج بألحان خليل محمد خليل والشيخ سعد عبدالله والقمندان والسالمي والشيخ علي ابوبكر باشراحيل وجمعة خان وغابة والماس والعنتري وبامخرمة والزيدي وفيصل وفتحية الصغيرة ورجاء باسودان ونجيبة عبد الله وعشرات. كما استوعب عميقاً نشأة الحركة النقابية العمالية: محمد باشرين ومن منا لا يعرف محمد باشرين العارف النقابي المثقف المتعدد المواهب.
قرأ الشهيدين حسين القاضي وعبدالله عبد المجيد السلفي وعبد الله علي مرشد وعبده خليل سليمان والاستاذ محمد سالم باسندوه والاستاذ عبدالله عبدالمجيد المجيد الاصنج ومحمد سالم علي عبده ومحمد عبده نعمان وعشرات غيرهم.
الرجل الكثير المتعدد في مواهبه وفي الأعمال التي ارتبط بها وشغلها.
نجيب يابلي ليس ذاكرة عدن فحسب بل وبصرها الزاري بزرقاء اليمامة وبصيرتها التي تقرأ كف المستقبل وضمير الغيب.
قلم يغوص في أعماق الواقع ويستشرف آفاق الآتي.
قرأ المدينة عدن وامتداداتها في عموم الجزيرة والخليج.
درس البواكير الأولى للنهضة العربية التي امتد اثرها العميقة لليمن كله.
عمل في الغرفة التجارية العدنية التي تعتبر أول غرفة تجارية في الجزيرة والخليج وانفتح على الفكر السياسي القومي في افقه اليساري الطليعة الشعبية الفصيل التقدمي واحد الفصائل الثلاث المؤسسة للتنظيم السياسي كما انفتح بوعي وادراك على الفكر الانساني.
بنى نفسه فهو الابن البار للشيخ الجليل محمد اليابلي ورث منه مهنة التدريس “كما ورث من مدينته عدن الانفتاح على المعتقدات المتعددة التي شهدتها في عصورها الذهبية. وتعلم منها التعايش والتسامح والانفتاح على مختلف تيارات العصر الفكرية والسياسية. مثقف عضوي بامتياز قرأ الصحافة ودرس رموزها الخالدة فتاة الجزيرة ورائد الصحافة ورمزها الابرز محمد علي لقمان. كما درس الايام ورمزها الكبير الشيخ محمد علي باشراحيل ومفرداتها الريكوردر والرقيب بالعربية والانجليزية.
كما قرأ بروز الصحافة العدنية: البعث. الفاروق. الفضول. صوت اليمن والجنوب العربي ورئيس تحريرها الصحفي الرائد احمد عمر بافقية الذي رأس وأسس عدة صحف في المهاجر والوطن والامل ورئيس تحريرها المفكر العربي الكبير عبد الله عبد الرزاق ياذيب والطريق والنهضة ومجلة المستقبل مجلة الفكر والثقافة والادب الحديث.
تربى في مناخ ازدهار المدينة وبروز الأحزاب السياسية والحركة النقابية والنشاط المدني الواسع والنشاط التجاري. والمواهب الادبية والثقافية والفنية الكبيرة، انه الابن البار لنهضة عدن وازدهارها نشأ وترعرع في مناخات الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية. فكان مثالاً يحتذى وقدوة حسنة. السيرة العطرة للصحافي القدير والعلم المدني والثقافي تحتاج إلى وقفة اوسع واشمل.
▪صفحة الكاتب على الفيس بوك