أبنائي طلبة جامعة تعز
صادق الشميري*_ تعز اليوم:
أبنائي طلبة جامعة تعز، عدنا لفتح الجامعة وأعدنا الحياة لتعز في العام ٢٠١٦ بعد تحريرها من مليشيات الحوثي الظلامية وفي أصعب الظروف أمنيا من أجلكم، تحملنا بؤس الحياة وانعدام المرتبات لعام كامل ونحن مستمرون في العمل من أجلكم.
صار مرتب الأستاذ الجامعي لا تساوي قيمته الشرائية ربع ما كان عليه قبل الحرب ونحن صامدون من أجلكم، لم نحاول التملص عن مسؤوليتنا اتجاهكم بالبحث عن أعمال أكثر جدوى اقتصادية داخليا ولا السفر للعمل خارج الوطن كما فعل البعض متحملين تدني مستوى المعيشة من أجل أن لا نتخلى عنكم لأننا نؤمن بأنكم مستقبل الوطن.
تحملنا مرارا وتكرارا الاعتداءات علينا وصلت إلى حد محاولة القتل لرئيس الجامعة أدت لاصابته واستشهاد مرافقه الشخصي في العام ٢٠١٨ ولا زال المجرمون طلقاء يهددون ويتوعدون، وفي كل مرة نغضب بتعليق الدراسة كم يوم ونعود بوجعنا للعمل من أجلكم، لذا أناشدكم الله أن لا تسمحوا لبعض الأشخاص الذين يرددون على مسامعكم جملة (ماذنب الطالب)، فإذا سمعت مثل هذه الجملة اعلم أنها تهدف إلى تجنيدك ضدنا، حينها أرجو أن تقف دقيقة فقط دقيقة واحدة وتسأل نفسك ما يأتي :
– ما ذنب الأستاذ الجامعي يعتدى عليه باستمرار يضرب ويشتم من أجل أنه موجود لخدمة الطالب؟
– وفق أي منطق يجب أن يتحمل الأستاذ الجامعي الاعتداءات المتكررة عليه وعلى عرضه وكرامته وأنت أيها الطالب لا يهمك سوى أن يستمر بالعمل ولا يتأخر تخرجك؟
– ما ذا تتوقع أن يعطيك الأستاذ الذي لا يأمن على نفسه في جامعته وتهدر كرامته فيها؟
– ماذا سيعلمك أستاذ مقهور مسحوق وبأي عقل وأي نفس يا بني؟
انني نيابة عن كل الشرفاء أعضاء هيئة التدريس ومنتسبي جامعة تعز أوجه نداء إلى جميع أبنائنا الطلبة والخريجين وأولياء أمورهم وكل من يحترم العلم ويقدسه ويحترم قدسية الجامعة وحرمتها ويحترم كرامة الإنسان بأن تكونوا سندًا لنا في الضغط على الجهات الأمنية والعسكرية والمدنية في المحافظة لضبط المعتدين والقتلة ومحاكمتهم واخلاء مباني كلية الطب الجديد من قبل العسكر المسيطرين عليه حتى نتمكن من استكمال تلك المباني والمشفى التعليمي بدلا من الضغط علينا لإهدار ما تبقى من كرامتنا، الخوف لا يصنع حرية والضعف لا يخلق كرامة والتردد لا ينتج بناء.
* اكاديمي في جامعة تعز.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.