إنشاء المعسكرات خارج سلطة وزارة الدفاع في محافظة تعز، يطرح السؤال الأكثر إلحاحية وخطورة:
لصالح من يتم تجميع فلول وقوى،ذات ميول دينية عنيفة متطرفة، وتنظيمها في تشكيلات عسكرية موازية، لألوية وزارة دفاع الشرعية؟
وأي مهام قتالية يسند لهذه القوات، خارج خطط هيئة الأركان العامة وغرف العمليات؟.
الواقع أن لدينا في تعز سلطة ظل موازية، تناور على كل الجبهات وتنتفع مادياً وسياسياً وتسليحياً من الجميع، مع التحالف والشرعية وضدهما، مع قطر وتركيا، وبلا خصومة جدية مع إيران والحوثي.
لهذه الألوية المليشاوية مهام قتالية، مختلفة عن الجهد الحربي العام، مهامها ليس تحرير الأرض، ليس توجيه البندقية لمقاومة الغزو الداخلي وتحرير تعز، ليس تعضيد الجيش المسمي وطنياً، في ساحة المواجهة، مهمة المليشيات الدينية المنشأة والممولة، حسب كل الوقائع من قطر، تنفيذ اجندة غير وطنية، لا تتسق مع الخط السياسي العام المعلن، أجندة عنوانها التمكين، وفرض نفسها كسلطة دينية سياسية رسمية مطلقة، على عموم تعز، والتمدد في حال وصول التوجيهات من مرجعياتها الدينية العسكرية العليا جنوباً.
معسكرات حمود المخلافي وسجون الأهدل، ومليشيات محور طور الباحة، ومكونات علنية وسرية، فرق موت واغتيالات وإدارة التوحش، جميعها تعقيدات مضافة لجملة التعقيدات، والتشابكات السياسية الميدانية، التي لا تدمر تعز بل كل اليمن.
على وزير الدفاع والرئاسة ان تجيب على الأسئلة التالية:
من قونن المليشيات الدينية وشرعنها؟
من سمح بإنشاء المعسكرات والألوية؟
من أعطى الضوء الأخضر لمحاور إقليمية، بالتمويل والتسليح والدعم المادي اللوجستي، لقوات فضاء تحركها خارج القانون والدستور، والسلطات الرسمية.
إذا كانت هذه القوة لا تحارب الحوثي جدياً، فلمن ولأية غاية تحتشد تنظم نفسها وتُشِّون السلاح؟
كل الدلائل تؤشر للإجابة التالية:
بسط هيمنتها بمزيد من الإرهاب، وتصفية الخصوم السياسيين، وغزو الجنوب.