لا تحتاج تعز إلى “ثورة انتقائية”
عمر الشارحي_ تعز اليوم:
لا تحتاج تعز إلى “ثورة انتقائية” لتخلصها من شراك الفساد المتجذر فيها؛ سيكون الحدث في هذه الحالة إخفاقًا جليًا سِيق الى الموت في مهده، باعتبار الفساد ذي أرباب متعددين وليس جليس مسؤول واحد كما يُشاهد من خلال توجيه الفعل الغاضب نحو مسؤولين معينين واستثناء البقية.
الفساد الحاصل في المدينة جلي وواضح، يدار عبر شبكة فساد متعددة الأطراف والولاءات لها مصالحها التي تتنامى من خلال تعميق هذه الحالة الفوضوية، ويُلمح بطرفة عين في نوافذ كل المؤسسات الحكومية بلا استثناء إلا ما رحم ربي، ولهذا لا يزال الشارع منقسم بحد ذاته، أو بالأحرى هنالك تكتلات موجهة تعمل بمقتضى تبجيل هذا المسؤول – وهو فاسد – وتشويه ذاك المسؤول وهو الفاسد الآخر، لأهداف سياسية.
ما لم يكن العزم في الخروج قائمًا على الدفاع عن الصالح العام والبحث عن حقوق تملكتها جيوب الفاسدين، فإن الرحى التي دارت بنية التغيير ستتوقف بمجرد أن يفلت الماسك على مقبضها يده، وستعود الأمور من جديد إلى نقطة الصفر، وسنكون حينها قد سمعنا جعجعةً ولم نرَ طحينا.
كثيرون أصيبوا بالإحباط من خيار “الشارع” نتيجة الفشل المتسلسل لهذا الخيار الذي لم يحقق للجماهير أهدافهم المرجوة، لسبب بسيط يتعلق بانتهازية الأطراف السياسية التي تقفز إلى منتصف الشارع لتزيد غلتها على حساب قضايا الناس المتقدة صدورهم بالغضب، وهكذا يعود الثائرون كل مرة بالخيبة.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.