الإجراءات الحازمة والقرارات الحاسمة التي وعد باتخاذها المجلس الانتقالي الجنوبي باجتماعه اليوم (الثلاثاء)، لمواجهة ما اعتبره حرب خدمات وعقابا جماعيا، يجب أن تكون إجراءات وقرارات عملية ومدروسة، قريبة من الواقع بعيدة عن ردة الفعل الغاضب.
إجراءات سريعة ووعود معقولة التنفيذ يستشار فيها أصحاب الاختصاصات للخروج من دائرة العناء التي تعصف ببسطاء الناس وتخفيف وطأتها بأقصر وقت وبأقل كلفة، وكي لا يضع المجلس نفسه موضع التندر، ويفقد مزيدا من شعبيته التي يهددها الوضع المعيشي والخدمي المريع الذي يجلد ظهور الناس بقسوة في عدن وسائر المحافظات.
فالحالة اليوم قد بلغت بقلوب الناس حناجرها، وتقترب أن تكون الحياة والموت لديهم سيان.
فحرص الانتقالي على إبقاء شراكته السياسية مع جهة يتهمها صراحة بأنها هي من تسوم الناس قهرا وعسفا بقوتهم وخدماتهم لم يعد مقبولا، بل صار مبعث سخرية واستهجان لدى عوام الناس ناهيك عن النخب. بل لدى معظم قيادات الانتقالي ذاته أن يظل ثمن هذه الشراكة هو قوت الناس ومصائرهم وكرامتهم.
كما أن من السخف أن تظل كذبة الشراكة مع التحالف الإذعان المهين لصولجانه، كما هو من السخف أيضا ابتلاع خرافة الأمن القومي العربي المزعوم وتقبلها بغباء لتكون سيفا مشهورا بوجه كل من يطالب الانتقالي بإعادة تقييم علاقته مع هذا التحالف، وتحديد موقف واضح من خداعه تجاه القضية الجنوبية، ومن أن يظل جاعلا من نفسه مظلة ظليلة لقوى الفساد والعبث، ومتخذا من هيلمانه وإمكانياته ستارا واقيا لها وهي تواصل حربها الخدمية القذرة ضد الناس، وتتخذ من ضروريات الحياة ولقمة عيشهم ورقة ابتزاز ومساومات سياسية.
فعلاقة الانتقالي مع التحالف ليست قضاءً وقدرا يجب على الضحايا تقبله بنفوسٍ راضية، ومحتسبة.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”