حركة الجهاد الإسلامي : معركتنا مع الكيان الإسرائيلي مفتوحة والتهدئة لم تعد مقبولة
أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في لبنان إحسان عطايا أن المعركة ضد العدو الصهيوني مفتوحة، وأن المقاومة صامدة، والشعب الفلسطيني صامد، مشيرا إلى التهديدات التي يطلقها قادة الاحتلال موجهة لما يسمى بجبهته الداخلية، بهدف رفع المعنويات المهزومة، وهي تهديدات فارغة تعكس حجم الإحباط والتخبط الذي يعيشه العدو في مؤسستيه الاستخبارية والعسكرية، وعلى المستوى السياسي. فمقاومة غزة تُسدد ضربات مؤلمة في عمق كيانه لم يتوقعها، وقد صدم بحجمها وقدرتها التدميرية، وهذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها لضربات مزلزلة بهذه القوة منذ احتلال فلسطين.
متابعات – تعز اليوم:
وتحدث عطايا في تصريح للخبر اليمني أن الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948 نهض بشكل لم يكن يتوقعه العدو الصهيوني مطلقاً، وانتفض بكل بسالة وشجاعة، مؤكدًا فشل كل المحاولات لدمجه في الكيان الصهيوني، وإبعاده عن حسه الديني والوطني طوال 73 سنة. وقد وصلت شرارة الانتفاضة إلى الضفة الغربية، وهذا أول الغيث.
وأضاف: منذ بداية المعركة ظهر فشل العدو الاستخباري والعسكري، ولا سيما أن غزة فاجأته ولم تتوقف عن الرد على تماديه في العدوان على أهل القدس، وأن سلاح المقاومة في قطاع غزة، صار سلاح شعبنا كله. والآن قادة الاحتلال يبحثون عن صورة نصر وهمي ليقوم نتنياهو بتسويقها، ونحن نقول له: لن تجد هذه الصورة أبدًا.
وبشأن الأحاديث الجارية عن مساعي للتهدئة وشروط المقاومة لأي تهدئة قال عطايا إن هذه المساعي متواصلة “عبر أكثر من جهة دولية وعربية، فالاتصالات من الجانب المصري لم تصل إلى نتيجة لأنّ العدو الصهيوني لم يستيقظ من هول الصدمة بعد، وقد أُسقط في يده، ولا يجرؤ على مواجهة ما يسمى بجبهته الداخلية بهذه الهزيمة المدوية”
وأكد عطايا أن “غزة المنتصرة تنتظر قبول العدو بشروطها، وهو الذي بدأ اعتداءاته في هذه الحرب على مرأى كل العالم ومسمعه، وربما ينتظر العدو من الإدارة الأمريكية بشخص رئيسها الذي أرسل مبعوثه إلى المنطقة أن يخرجه من هذه الهاوية السحيقة التي وقع فيها”.
ولفت عطايا إلى أنه بعد “ما حققته المقاومة من إنجازات، ودخولها المعركة من أجل القدس، يبقى الأساس رد العدوان الصهيوني، ومقابلة إرهاب الاحتلال في القدس والأقصى وحي الشيخ جراح، وعدوانه وقصفه الهمجي الذي يستهدف المدنيين في قطاع غزّة، بمزيد من الفعل المقاوم للدفاع عن أرضنا وقدسنا وأقصانا وشعبنا الفلسطيني. ومعادلة التهدئة مقابل التهدئة لم تعد مقبولة، والمعادلة المطروحة اليوم هي معادلة التهدئة مقابل القدس”
وحول الدور الذي يلعبه ما يسمى محور المقاومة إلى جانب المقاومة الفلسطينية، قال عطايا إن “انتصار الثورة الإسلامية في إيران شكل العمق الإستراتيجي للانتصارات المتتالية على محور الاستكبار العالمي، بدءاً من الإدارة الأمريكية، وصولاً إلى الكيان الصهيوني الذي ما زال يتغلغل في منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي.
وأضاف:بعد تلك العقود الطويلة من الظلام أضاء نور الفجر، وشعّ نور هذه الثورة في أرجاء عالمنا العربي والإسلامي، وعمّت الفرحة كل المستضعفين في العالم، وها نحن اليوم نرى إنجازات هذه الثورة الإسلامية التي اعتبرها الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي مثالاً على نجاح رؤيته في أن الإسلام هو الحل الوحيد الذي ينسجم مع تطلعات الأمة وآمالها، وقدم تفسيراً لهذه الفكرة في كتابه الذي نشر قبل اثنين وأربعين عاماً، وكان سباقاً في دراسة هذه الثورة وأبعادها، وقد أشار إلى أهمية دورها وتأثيرها على العالم كله. وقدمت قيادة الثورة الإيرانية الدعم المطلق لفلسطين، ولكل القوى والحركات المقاومة في المنطقة، ما أعاق المشروع الصهيوني والأمريكي، وعزز مشروع المقاومة. وتُعتبر الجمهورية الإسلامية العمود الفقري لمحور المقاومة الذي يواجه محور الظلم والاستكبار، والذي سينتصر عليه حتماً بإذن الله تعالى، ما يؤدي إلى إخراج القوات العسكرية الأمريكية من المنطقة، وإلى تحرير فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة من قبل العدو الصهيوني.
وبشأن الدور اليمني في دعم القضية الفلسطينية ودعوة قائد أنصار الله إلى حملة تبرعات للمقاومة وكذلك إعلانه الاستعداد لأي تطورات في فلسطين قال عطايا:
عودنا الشعب اليمني دائما على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولا يقصر في دعمه وإظهار قوته وتوثبه للمشاركة في تحرير فلسطين ودعم شعبها الأبي. رغم أن شعب اليمن العزيز يواجه آلة الحرب الجهنمية منذ سنوات، ولكنه لم يقصر يومًا في دعم الشعب الفلسطيني، ويخرج بمئات الآلاف في مظاهرات داعمة لشعبنا، وجاهز لإعلان النفير العام عندما يؤذن منادي الجهاد للزحف نحو فلسطين والمشاركة في تحريرها من أعداء أمتنا. فكل التحية لهذا الشعب الأبي والوفي.