عشاق السينما في تعز في ذلك الزمن الجميل من سنة ١٩٨٦ وحتى سنة ١٩٩٠ يعرفون جيدا هذا المكان اللي في الصورة حيث كانت افيشات افلام دور عرض السينما ترتص في هاذيك الأيام هنا فوق سقف هذا الجدار الازرق عند دخلة سوق اللحوم بمحاذاة شارع التحرير في قلب المدينة
ولا يمكن لأي مار من هناك إلا أن يتوقف على الناصية لمعرفة الأفلام المعروضة كل يوم
وقبل العيد بيومين عادة ما يكون هاذاك المكان بازار لعرض افيشات افلام العيد والتي غالبا ما تكون افلام تعرض لأول مرة
وكم مرات كنت أقف هناك على ناصية الشارع مقبعا برأسي بين زحام المارة والسيارات أشوف الأفيشات المعلقة وقلبي يخفق بشدة للفيلم الذي سأقرر الذهاب لمشاهدته في يوم العيد .
كان في مدينة تعز خمس سينمات ترص افيشاتها هناك من اليمين الى اليسار كالتالي :
لوحة افيشات سينما سبأ
لوحة افيشات سينما بلقيس المدينة
لوحة افيشات قصر سينما بلقيس الجحملية
لوحة افيشات سينما 23 يوليو
لوحة افيشات سينما المنتزة
والفيلم الذي سأقرر مشاهدته في يوم العيد لا أكتفي بالنظر إلى حقه الأفيش المعلق عرض جدار مبنى البلدية وانما لازم اروح اعمل لفه إلى مباني دور العرض الخمس وأشوف اللقطات المصورة من أحداث الفيلم داخل اللوحات الخشبية في كل سينما على حده واروح البيت وقد حسمت أمر فيلم العيد .
كانت تعجبني الأفلام الهندية ولكل سينما عندي وقع خاص في نفسي وخطة خاصة للذهاب إليها
سينما المنتزة في المسبح أكثر دور العرض رقي وفي العادة تجيب افلام تعرض لأول مرة لكنها عائلية بطبيعتها وبعيدة بالنسبة بمنطقتي السكنية وسعر تذكرة الدخول إليها اغلى من اي سينما أخرى بفارق ريالين وما اروحها إلا إذا مافيش اي أفلام أخرى جيدة في موسم العيد.
سينما سبأ في قلب المدينة بالجوار من فرزة الباب الكبير كانت المفضلة عندي وافلامها دائما جديدة وموقعها مش بعيد وسعر التذكرة هو السعر الأعتيادي في بقية دور العرض وهي أكثر سينما اروحها في أيام الأعياد
سينما بلقيس المدينة ارفع من سوق السمك بشوية في العادة كانت مخبأي لما اهرب من المدرسة وتعتبر شعبية إلى حدما ومشكلتها أن سقفها زنك ولو جاء مطر وقت الفيلم ماعدتسمع مو يقولوا ومو يهدروا ولكنها أكثر المواقع جلبا للمتعة بسبب محلات الالعاب الاليكترونية المحيطة بها والعاب البلياردو والجيم.
سينما 23 يوليو في باب موسى يسموها سينما ابو شنب مايسيروا لها إلا المشنبين ولا يمكن اسير اسينم فيها لوحدي’ لازم نكون شلة من الحارة وآخر فيلم عيد سينمته فيها كان الفيلم الهندي “قولي” لأميتاب باتشان سنة ١٩٨٩ تقريبا .
سينما بلقيس الجحملية كانت بيتي الثاني بحكم موقعها القريب في حارتنا ومن اول يوم دخلتها أنا وأمي في فيلم عمر المختار وعمري يجي ثمان سنين وهي افضل مكان عندي وأكثر الأماكن ابهاجا بالنسبة لي على الرغم من أن افلامها التي تعرض لأول مرة قليلة لكن مافيش فيلم هندي عرض فيها وماشفتوش
وكنت فرحان شفطس في هاذاك العيد عندما كانت هي الوحيدة بين كل السيانم التي تعرض لأول مرة فيلم “السبعة الأخوة” وبيعت تذاكر الفيلم من قبل العيد بثلاث ايام وماجا يوم العيد الا وقد بيعت تذاكر حق اسبوع
وفعلا جلس الفيلم يعرض اسبوع والزحام عليه كل يوم بلاتوقف .
هذي هي تعز الثقافة بابسط معانيها وصورها
تعز اللي كانت في هاذاك الزمن الجميل مدينة حضرية
قبل أن تأتي عليها الصحوة الإسلامية وتتعرض لكل هذه الوكسة التي أصبحت عليها الآن واصبح جدار الأفيشات فارغ في شارع حيوي أصبح هو الآخر مقلب قمامة
وقهري عليك ياتعز.
*من صفحة الكاتب على الفبسبوك.