عبث حروب التباب والتوغل وسط السهول والوديان في اطار حروب استعادة الشرعية في اليمن ليست سوى استمرار للاستنزاف وتقديم مزيدا من الضحايا من قبل جميع الاطراف .. وعلى وجه الخصوص في بعض المناطق الريفية لمحافظة تعز تحديدا التي تدخل حروبها عامها السابع برصيد ضحايا يومية على مدار اكثر من 2200 يوم تدفقت فيها انهار الدماء ومازالت دون توقف ولم ولن تحقق نجاحات او انتصارات استراتيجية على المستوى العام في اطار مشروع استعادة الشرعية او العكس من ذلك في التشريع للانقلاب .. وهو الحال نفسه على مستوى استراتيجياتها المحلية فوفقا لمسار مجريات معاركها الحالية تحرير تبة او سقوط اخرى في الريف الغربي والجنوبي سواء في الكدحة ومقبنة او جبل حبشي والصلو وبعشرات الضحايا يوميا فجميعها ليست سوى استنزاف وتضحيات لن تفضي بمسارها الحالي الى فك الحصار عن تعز واستعادة وحدتها الجغرافية والمجتمعية والادارية لصالح الشرعية وعلى العكس من ذلك فاسقاط الانقلاب لتبة او اخرى في مقبنة وجبل حبشي او سامع والصلو لن تقدم له شيئ في ملفه التفاوضي دوليا ولن تدر عليه ايراد سيادي او تمنحه شرعية القبول به كسلطة حاكمة لتعز المقاومة لانقلابه منذ وهلته الاولى ..
فباختصار يجب على الحوثي ان يدرك جيدا بان ريف تعز وتبابها ليست صافر او المسيلة النفطية او بلحاف ميناء التصدير الدولي …
وعلى الشرعية ايضا ان تعي وتدرك بان انهاء الانقلاب يقتضي تحرير العاصمة صنعاء ومداهمة وكر القيادة في عمق صعده …
وفي مقابل كل ذلك يتوجب على قيادات تعز العسكرية والسياسية ان تدرك هي الاخرى بان معارك استكمال تحرير تعز تقتضي اعداد متكامل وجاهزية مهنية ولوجستية عسكرية ترقى الى مستوى المعركة بعيدا عن معارك الاستنزاف فقاعات الضجيج وان تدرك ايضا بان الحوبان وال 60 وال 50 شرق وشمال شرق تعز هي بوابة التحرير الرئيسة ذات الاهمية الاستراتيجية ايراديا ومركز السيادة سياسيا والقيادة عسكريا والارتباط المباشر بعاصمة الانقلاب وليست تباب مقبنة والكدحة المعزولة تماما عن عالم التفاوض والمجردة من كافة المزايا الاستراتيجية ..
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.