من نفير تعز إلى تطوع مأرب
ما الذي يجعل الشيخ العرادة محافظ مأرب، يدعو كل شباب اليمن إلى التطوع ، للدفاع عن مأرب؟
الواقع الدعوة في مثل هذه اللحظة الفارقة، تميط اللثام عن الوضع العسكري في مأرب ، وان صد الهجوم الحوثي وفك الحصار من حول مدينتها، لم يعد بمقدور ابناء مأرب على الرغم من كل بطولاتهم ، إنجازه وحدهم ، وان الجيش الذي قوامه نصف مليون واكثر ، جيش بقياداته الفاسدة المتخمة غير المؤهلة ، لا يعول عليه في الدفاع عن محافظة ،هي عقدة شريان وخطوط إتصال الجغرافيا اليمنية ، صوب محافظات أُخرى هي مركز الثروات.
دعوة العرادة إذا نحينا جانباً العاطفة، والإنحيازات السياسية والجهوية، والتمنيات الخرقاء والبطولات الدعية ، هي إعلان خذلان رسمي يصل حد الصدمة ، وأن الكماشة الحوثية تضيق أكثر فأكثر ، وأن من يحارب في مأرب هم ابناءها، في ظل وضع مشوب بالفساد المؤسسي، وغياب ابجديات الحرب الحديثة ،عن قاموس جيش شرعي ، لم يحقق طوال سنوات سبع سوى سلسلة من الخيبات والهزائم.
جيش مخترق بتجار السلاح وخطباء المساجد ، وبصاصي ومخبري الحوثي، وخلاياه النشطه في اعلى مستويات القيادة، إستهداف جميع القيادات وآخرهم وزير الدفاع، نموذجاً على حجم الإختراقات الأمنية المهولة، وازدواجية مواقف كبار الضباط بين الولاء للوطن ،والولاء للمذهب وكرسي الزيدية من ذمار إلى مران.
دعوة العرادة لفتح ابواب التطوع للشباب ،دفاعاً عن مأرب ، هي شهادة وفاة رسمية لجيش الارقام الوهمية ،ونهب الميزانيات والسلاح ، جيش هو الغائب الأكبر عن إستحقاقات المعركة.
من نفير تعز الذي انتهي بسرقة رواتب صغار الموظفين ، إلى الدعوة لتحشيد الشباب المدني دفاعاً عن مأرب ، تبقى النتيجة واحدة: لا انتصار ما لم يتم تفكيك هذا الجيش العقائدي الديني ، وإعادة بناءه مرة ثانية، على قاعدة اعادة التأهيل إثناء المعركة، والكف عن مضغ الشعارات حول إستعادة صنعاء، فيما آخر معاقل الشرعية شمالاً في مأرب ،تقاوم السقوط.
من يعطل إستحقاقات التحرير، ويحارب إلى صف الإنقلاب ، هو الجيش الشرعي بفساد وعدم آهلية كبار قياداته ، لا الحوثي.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.