اربع خواطر عن وفاة عبد الله الحاضري
أحمد شوقي _ تعز اليوم:
رحم الله اللواء عبد الله الحاضري، فوجئت بموته، وذلك لأنني توقعت له السلامة وطول البقاء لقربه من السلطة والمال وعلي محسن الأحمر، ولثقتي أن القريبين من علي محسن يخرجوا بترقيات أو عقارات، ولا يخرجون شهداء.. هذه واحدة.
أما الثانية، فرغم أن الرجل متحدث إعلامي جيد، وله خصومة مع الحوثيين إلا أنه قد شارك ضمن المعارك البينية لاستهداف رفاق السلاح وكان أمرها محاولة الاغتيال المعنوي التي تعرض لها الأخ فؤاد الشدادي في حادثة اتهامه بتهريب البترول والأسلحة للحوثي، وحيث أن الشدادي له سمعته ووزنه فقد ثارت ثائرة الكثيرين من هذه التهم الكيدية، بل الإدانات المسبقة والتي لم ترتكز على أي دليل سوى تصفية حسابات صغيرة، ونتج عنها تهرب الراحل عبد الله الحاضري من التحقيق في القضية رغم ملاحقة الشدادي له من أجل تسليم نفسه للتحقيق في الأمر وتبرئة اسمه، وقد بان لي أن تهرب الحاضري من تلك القضية كان لشعوره بأنه استدرج لهذا الفخ الذي لا يتناسب مع حجم موقعه وثقله.. هذه الثانية.
أما الثالثة فهي خبر مقتله في جبهات القتال، من الطبيعي أن يلتقط حاشية القادة العسكريون صوراً لهم خلف المتاريس وهم يحملون الأسلحة ويوجهونها إلى أماكن خارج كادر الصورة، فالرئيس السابق لديه عشرات الصور من أمثال هذه، ولم يعن ذلك بأي حال أن تلك الصور التقطت له وهو في الجبهات، وكذلك الراحل الحاضري، صوره وهو يوجهه سلاحاً خلف المتاريس لا يعني بأي حال أنها كانت أثناء المعارك والا لما تفرغ لالتقاطها المصورون.. وبالتالي، فليس من الطبيعي ولا الصحيح أن يقتل الحاضري وهو يقاتل الحوثيين على خط النار.. لأسباب كثيرة:
– منصبه العسكري كمحام أول ومدع عسكري عام ورئيس لدائرة القضاء العسكري، وهي مهمة إدارية بحتة وتفترض أنه مكلف بتطبيق القانون والتحقيق في أي اختلالات او تمرد او تآمر ضمن الواحدات العسكرية، ما يعني بعده التام عن خطوط النار والمعارك.
– أحكام السن واللياقة البدنية، فالرجل في خريف العمر ولم يسمع به مقاتلاً حتى أثناء اجتياح صنعاء وسقوط الفرقة الأولى مدرع كان الحاضري يشغل منصباً استشارياً لا علاقة له بقيادة الوحدات ان لم تخني الذاكرة. ولذلك فليس من الطبيعي توليه أي مهام قتالية وهو بهذا العمر والهيئة.
– وجود المئات، بل الالاف من الضباط والمقاتلين من أبناء القبائل في مأرب، ولا أظن أن الحاضري رحمه الله كان ليضيف الكثير بوجوده في الجبهات، ولو عمل في مهام لوجستية أخرى لكان أصوب وأكثر معقولية.
أما الرابعة فهي، وإن صحت الأقاويل بأنه استشهد في جبهات القتال أثناء مواحهة الحوثيين وأنه لم يمت باستهداف مقر إقامته أو في أحد الاجتماعات “مثلاً” أو توفي نتيجة لأسباب مرضية أو طبيعية، فإن ا”ستشهاده” بتلك الصورة لا يضيف قيمة للرجل بقدر ما يسيء إليه بصورة من الصور، فبرأيي، كان الأولى بالحاضري أن يؤدي واجبه على الحقيقة في بناء مؤسسة القضاء العسكري وضبط عملها ووثائقها وإجراءاتها وتفعيلها وكان عليه أن يخلص في عمله بالتحقيق في قضايل التسيب والإهمال وخيانة الأمانة وتضييع الجيش وتمييع أساساته وبناه، وهذه الأمانة التي كان عليه أن يؤديها قبل أن ينذر نفسه للموت في الجبهات برصاص الحوثي كما يزعمون.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”