تعز اليوم
نافذة على تعز

حرب اليمن.. والسيناريو القادم!

خالد سلمان - تعز اليوم

السعودية تحاول جاهدة توفير الغطاء السياسي القانوني الأخلاقي، للخروج من مثلث برمودا اليمن، هذا ما لمسناه بإشادة مجلس الأمن بعزم الرياض مغادرة مربع الحرب، والاستعاضة عنها بالخيار السياسي السلمي.

* ستخرج السعودية بلا نصر، وبنصف هزيمة، إن لم تكن هزيمة كاملة، سنوات سبع لم تحقق عبر أدواتها، اختراقاً عسكرياً في جبهات الصراع المتعددة، وظلت في حالة دفاع مستميت عن آخر رقعة أرض لها في الشمال، دفاع هش مرشح أن يفضي إلى خسارة الحليف الشرعي خندقه الأخير.

السعودية ستحزم حقيبتها، وتعيد طائراتها من سماء اليمن إلى مرابضها الأرضية، وتبحث عن تسوية بأقل الأضرار الممكنة، وبقليل من الحفاظ على ماء وجه قوتها الإقليمية المتداعية.

* هكذا تبدو سردية الأحداث، جرايفث يحمل مشروع الرياض، ويسوق له عبر عواصم القرار، من طهران إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وواشنطن هي الأُخرى تفعل ذلك.

ما تحارب السعودية من أجل إنجازه في حقل السياسة، هو ترك الساحة بأحد خيارين إما تسوية شاملة، أو انسحاب أحادي تاركة اليمن خلف ظهرها. وفي الحالتين السعودية تسعى للحصول على ضمانات محددة:

-منطقة منزوعة السلاح على حدودها، بالتوافق مع طهران عبر طرف ثالث.

– مشروع حل لا يهم إن كان يضمن للحوثي، الغلبة بتوزيع الحصص، والاستئثار بحصة المنتصر.

– وجود إيراني محدود لا ينفرد بصياغة موازين القوى، والعبث بالتوازنات السياسية المذهبية، ولا يشكل خطراً على مجالات نفوذ الرياض التقليدي.

– الممرات المائية من البحر الأحمر إلى بحر العرب وخليج عدن، منطقة مصالح دولية وخط أحمر، في وجه تمدد إيران في العمق أو على الأطراف.

– ضمان مصالح الكبار ليس برغبة سعودية، بل بقوة أمر واقع، يفرضه تواجد الأساطيل الأجنبية، والتوافقات السياسية بين الممسكين بمسطرة إعادة رسم خرائط النفوذ الدولي.

* السعودية لديها الكثير مما تخسره في هذه الحرب، أمنها الداخلي، منابع ثرواتها تفكك هيبتها الفاعلة في شئون المنطقة، مع خصم لم يعد لديه بنك أهداف يحرص على عدم خسارته، في معركة يعيد فيها الطيران قصف ذات الأهداف مراراً، دون أن يكون من شأن هذا القصف، التأثير على ميزان القوى العسكري.

* المؤكد أن السعودية كما أرادت من الطرف الشرعي، تبرير تدخلها وقوننته، فهي الآن تريد استخدامه كورقة مساومة على طاولة اي حل قادم، ورقة يمكن إشعال عود الثقاب فيها، في حال رأت الرياض أن هناك مصلحة في فعل ذلك.

* ويبقى الجنوب إما الانتظام في سبحة التسوية بصفر مكاسب أو قليل منها، أو الاتفاق الثلاثي أو حتى الرباعي السعودي الحوثي الشرعي الإيراني على تدميره، وإقصائه بقوة السلاح، وهو خيار مكلف في ظل القوة العسكرية المتنامية للانتقالي، ما يعني حربا طاحنة لسنوات قادمة، تكون روسيا حاضرة فيها وبدرجة أقل الصين، حربا يختلط فيها السياسي والجهوي مع الديني، وصراع النفوذ الإقليمي مع الدولي، حربا تصل حد الإبادة.

أياً كان السيناريو القادم، إلا أن الراجح والمؤكد أن السعودية، تستعد الآن للملمة أشيائها ومغادرة اليمن، بترتيبات حل جماعي، أو بتفاهمات مع صنعاء وداعمها الإيراني، كسلطة أمر واقع.

 

قد يعجبك ايضا