الوباء والغلاء والإهمال..ثلاثي يفاقم معاناة أهالي تعز ويجعل بهجتهم برمضان غير مكتملة
يستقبل أهالي مدينة تعز شهر رمضان المبارك مع اشتداد ضراوة انتشار جائحة كورونا في موجتها الثانية وفي ظل غياب الإجراءات الاحترازية ونقص الاكسجين الأمر الذي يضاعف من معاناة المواطنين الذين يعيش أغلبهم وشع اقتصادي صعب.
خاص_ تعز اليوم:
وبلغ عدد الحالات المؤكدة التي سجلتها السلطات الصحية 740 حالة إصابة مؤكدة و92 حالة وفاة منذ بداية عام 2021 حتى يوم أمس الثلاثاء، إلا ان مصادر طبية أكدت ل”تعز اليوم”، ان عشرات الحالات التي تصاب بالوباء لم يتم تسجيلها للعديد من الأسباب وأبرزها: عدم قدرة المصابين الوصول إلى مركز العزل الصحي الوحيد في المدينة، أو غياب محاليل الفحوصات اللازمة”.
وأشارت المصادر إلى أن الوباء متفشي تماما في كل أحياء المدينة وان التعامل معه يحتاج خطوات جادة وعملية وليس حلول شكلية وترقيعيه، لافتا إلى أن نقص كمية الاكسجين في مركز العزل الصحي والمستشفيات والمراكز الطبية كان السبب الرئيسي في موت العديد من حالات الإصابة.
وكان أطباء وعاملوا في مركز العزل الصحي بالمستشفى الجمهوري قد اطلقوا نداء استغاثة إلى السلطة المحلية والجهات الحكومية والمنظمات المعنية من أجل توفير اسطوانات أكسجين للمركز، مشيرين إلى أن تزايد الحالات الوافدة إلى مراكز العزل تسبب بأزمة كبيرة في الحصول على الأكسجين الكافي رغم تدخل مجموعة شركات هائل سعيد انعم وعبر مؤسسة شراكة لإصلاح محطة الاكسجين بمستشفى الثورة والاعلان عن بدء تشغيلها بطاقتها القصوى الأحد الماضي.
وأكدت جميلة مهيوب، مديرة فرع مؤسسة شراكة، أن” الحالات الحرجة تحتاج الواحدة منها يومياً إلى 10 أسطوانات”، مطالبة السلطات المحلية “بالتحرك سريعاً وتوفير أكثر من محطة وإلغاء المشاريع التي لا تشكل أولوية في الوقت الراهن.
وأضافت، في تصريح لها، “يحتاج مركز العزل بصورة يومية لنحو 250 أسطوانة غاز، قبل وقوع كارثة وشيكة تؤدي إلى الوفاة المباشر بسبب نقص الأكسجين”.
وتعمل محطتي أكسجين فقط في محافظة تعز إحداها في مستشفى الثورة الحكومي والثانية قدمتها دولة قطر للقطاع الصحي قبل أربع سنوات تم تسليمها لمستشفى التعاون الذي يديره حزب الاصلاح وتعمل بطاقة انتاجية 100 اسطوانة يومياً.
ويضاعف ارتفاع أسعار الدواء وسلع المواد الغذائية بسبب انهيار العملة من معاناة أهالي تعز في ظل الوباء علاوة على تأخر صرف رواتب الموظفين والاستقطاعات التي تفرض عليها بالرغم من فقدها قيمتها الشرائية، كل هذه الأسباب تجعل بهجة أهالي تعز بالشهر الفضيل غير مكتملة وتضع السلطات المحلية وحكومة الشرعية أمام مسؤولية أخلاقية جسيمة لا يبدوا أنها ستتحرك لوضع معالجات لها حتى الان.