فضاحة.. طريق الموت
أمجد عبد الحفيظ_ تعز اليوم:
لم يكن أحمد رمزي يعلم أن خروجه لأخذ مقاضي رمضان لمحله في منطقة جرنات بني يوسف بمدينة تعز سيكون يومه الأخير، حيث انقلبت سيارة والده التي كان على متنها فوقعت السيارة فوق جسده ليموت بعد ساعات من اسعافه.
الفتى ذو السادسة عشر ربيعاً كان يحلم أن يبيع بضاعته مع دخول رمضان في أطراف قريته المنسية لكن القدر أخذه قبل أن يحقق حلمه.
بصوت يملئه البكاء كان رمزي عبد الله عثمان والد أحمد يحدثنا في الهاتف وهو يسعف ابنه إلى مدينة تعز كون حالة ابنه خطيره ولا توجد مستشفيات تستقبل حالته في مركز المديرية ،”أحمد مات .. العيال ماتوا “.
كان يبكي ويتابع بكائه بضحكات لا إرادية ويعود للبكاء مجدداً، أصوات أبكتني وأبكت كل من سمعها وكأنها كانت تتابع روحه إلى السماء وتختلط بها.
لم يستطع الوالد كتمان حزنه ولا حتى الاكتفاء بالحزن على أحمد فولده الآخر محمد الذي كان جوار أحمد يرقد في سرير المستشفى نتيجة نزيف داخلي ،كل هذه المشاكل تواجه سائق السيارة الذي يعمل في هذه الطريق منذ أكثر من عشر سنوات رغم كل هذه المخاطر.
لم يستطع أصدقاء أحمد من الأطفال تصديق الحادثة حتى بعد دفنه ، حيث ذهب أطفال القرية إلى أخذ الجنازة من تلقاء أنفسهم إلى منزله أما برهان عبد الحفيظ فقد أخذ ما استلف من أحمد واعطاها لوالده أثناء الدفن لكنه عاد مسود الوجه يسأل أمه هل مات أحمد حقا ..
أحمد ليس وحده من راح ضحية هذه الطريق فخلال شهر أبريل أدت خمس حوادث في هذه الطريق على الأقل إلى وفاة ثلاثة أشخاص وجرح امرأتين وربما هناك الكثير من الضحايا إذا استمر الطريق على ما هي عليه.
شُقَّت هذه الطريق في السبعينات من قبل الأهالي وإلى اليوم يطالبون الدولة بتحسينها لكنها مازالت على ما هي عليه.
هناك مطالبات من المواطنين للمجلس المحلى ولمدير المديرية ومشايخ المنطقة لأصلاح هذه الطريق لكن لا حياة لمن تنادي وكأن هذه الطريق تتبع مديرية أخرى لا مديريتهم.
كم من الناس عليها أن تموت في هذه الطريق من أجل أن نفيق من غيبوبتنا ونلعن كل من يستطيع أن يعمل شيء لمجتمعه ولم يعمل، ومع اقتراب رمضان والعيد تزدحم الطريق الفرعي الرابط بين سامع والمواسط كونها طريق بديل يوصل المدينة بالحوبان وهو ما يجعل المواطنين في مرمى المخاطر مباشرة ،
لم يستوعب الجميع موت أحمد رمزي طفل القرية البري الذي يجتمع كل اطفال الريف عند محله في رمضان ليلعبوا ويتسامروا كيف سيقضون رمضان هذا العام بلا أحمد. . وكيف ستصوم عائلته بدونه أيضاً.
رسالة إلى كل من يستطيع أن يعمل شيء لهذه الطريق فليعمل الآن حتى لا تتكرر المأساة مجددا، وأنا بدوري سأعمل مسؤلا اعلاميا تطوعيا لأي مبادرة ستعلن عن البدء بالعمل في هذه الطريق ،لا تنتظروا شيئا من المجلس المحلي فالطريق لن تعود له بفائدة ، لذا اعملوا لأنفسكم وهي رسالة لكل الشرفاء في المنطقة.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”، الصورة في المقال لطفل “أحمد رمزي”.