الزواج التقليدي والزواج عن حب… أيهما أكثر نجاحاً واستمرارية
البعض بحكم عادات وتقاليد مجتمعه لا يمكنه اللجوء للزواج عن حب لكون الإرتباط ينحصر في الإطار التقليدي ولكن في المقابل هناك مجتمعات عربية عديدة الصورة مغايرة كلياً وفقاً لموقع الرجل .
متابعات- تعز اليوم:
معدلات الطلاق في العالم العربي مرتفعة جداً ، فالمجتمعات التي تعتمد على الزواج التقليدي وتلك الاكثر انفتاحاً جميعها في المأزق نفسه وعليه الإجابة قد تكون بديهية للبعض بان لا الزواج عن حب ولا الزواج التقليدي يستمر.. ولكن وفق عدد من الدراسات أحدهما يستمر أكثر من الاخر.
الزواج التقليدي الخالي من الحب هو الذي يستمر أكثر وليس فقط في عالمنا العربي بل في كل دول العالم. وفي الواقع حتى الرجل الغربي بات يفضل ان يتزوج إمرأة لا تجمعه بها علاقة حب شرط أن تمتلك «المواصفات» التي يبحث عنها. وعليه فإن مشاعر المودة والقدرة على خلق الروابط هي الأهم لكونها أثبتت أنها أفضل حين يتعلق الامر بإستمرارية الزواج.
الزواج التقليدي يؤدي وبعد مرور الوقت الى العاطفة خلافاً لعلاقة الزواج القائمة على الحب والذي كلما طالت مدة الزواج كلما إنخفض معدله. الروابط التي تجمع بين اي زوجين ارتبطا بزواج مدبر تصبح أقوى بمعدل الضعفين بعد ١٠ اعوام من الزواج .
وفق الخبراء والعلماء الحب له عمر إفتراضي وهو ٣ سنوات. الدراسات إستندت الى كيمياء الدماغ التي يمكنها أن تولد تلك الشحنات العاطفية المرتبطة بالحب وتبين بأنها كالبطارية تفرغ كلياً بعد ٣ سنوات، ولكن وخلافاً للبطارية العادية، تلك الخاصة بالحب لا يمكن إعادة شحنها.
في المقابل مقولة أن الحب أعمى صحيحة ١٠٠٪. فعندما يجد أي ثنائي نفسه في حالة من الحب والهيام فان التركيز كله ينصب على المشاعر وبالتالي لا يمكنه رؤية التفاصيل الأكثر أهمية والتي تتعلق بالقناعات والأهداف المشتركة.
الزواج التقليدي يبنى بوعي ومنطق
عندما يرتبط الرجل والمرأة بشكل تقليدي فان هدفهما واحد وهو إنجاح الزواج من خلال إيجاد الأرضية المشتركة وبناء الروابط وكسب ثقة الاخر. هذه الاهداف تجعل كل خطوة يقومان بها محسوبة بدقة وليست عشوائية . ناهيك عن واقع ان كل طرف يدخل العلاقة بتصميم كبير وبالتالي حين تصبح الأمور صعبة، كما هي حال اي نوع من الزواج، فان الثنائي هذا يتمسك وبقوة بزواجه لان العلاقة ومنذ البداية بنيت على أسس واقعية.. المشاكل ستكون حاضرة وموجودة وبالتالي علينا تعلم حلها.
السبب الرئيسي لفشل الزواج عن حب هو صدمة الواقع. هذه الصدمة تفرض نفسها حين يتجمع العاشقين تحت سقف واحد وبالتالي كل واحد منهما يبدأ برؤية الاخر على ما هو عليه، بلا صورة الاميرة أو الفارس. الصدمة هذه ضربة قوية للأساس الذي يقوم عليه الزواج الا وهو الحب ..وبما ان كل طرف يخاف من الاعتراف بان مشاعره انخفض معدلها أو تلاشت بعد مدة، فإن كل طرف يعاني وحيداً أو يكره الاخر بصمت.
لكن في المقابل في الزواج التقليدي المدبر لا يوجد صدمة الواقع، بل هناك الواقع الذي يتم التعامل معه كما هو. بطبيعة الحال نحن لا نقول هنا ان الزيجات التقليدية خالية من المشاكل، ولكن ما نقوله بان الزوجين لا يملكان سقف توقعات مرتفع وبالتالي لا مكان لخيبة الأمل .
في الزواج عن حب إضافة فرد جديد للعائلة هو عامل سلبي لان الطفل هذا سيفجر فقاعة الحياة الرومانسية الملونة والجميلة، وسيضع الثنائي امام واقع ان الزواج منهك ويتطلب الكثير من العمل. وحينها ستبدأ المشاكل بالتراكم وصولاً الى مرحلة الانفجار. في المقابل في الزواج التقليدي إضافة فرد للعائلة هو جزء من الغاية..فالهدف الأساسي من هذا الزواج هو تأسيس عائلة.
أي ثنائي ارتبط عن حب لا يمكنه أن يستمر بحياته الزوجية في حال تحولت مشاعر الحب والغرام الى ود.. وهذا ما سيحصل عاجلاً أم اجلاً، لان الصورة ستكون النقيض. ولكن الزواج التقليدي يمكنه الاستمرار بمشاعر الود فقط ، وحتى ان خبراء النفس يؤكدون أن الود يبني أسرة بينما الحب لا يمكنه توفير ذلك لانه متقلب ومتغير وسريع التأثر والعطب.
وفي النهاية يبقى ان نقول ان الزاوج عن حب ليس بالضرورة مصيره الفشل، كذلك الامر بالنسبة للزواج التقليدي، فليس دائماً مصيره النجاح. ولكن من الناحية النظرية والعملية الزواج التقليدي المدبر حظوظه اأكبر بالنجاح والإستمرارية.