من يحاسب قناة الجزيرة في نقلها المباشر، تموضعات الجنود والشباب في الجبهات، في الكدحة، والذي تزامن مع إطلاق الصاروخ الحوثي الذي حصد 30 من الشباب بين شهيد وجريح معظمهم من أبطال اللواء 35.
وقبل ذلك كله، من يحاسب مخرجي الأفلام الأكشن سيئة الإخراج لقادة جماعة الإخوان وأهازيج الحزمي “حبه في القلب جلجل”… وغير ذلك من أطوار “الفنتازيا” سيئة السمعة التي سئم الناس منها وأصبحت أضحوكة على كل الألسن، حتى إن مصطلح معارك صورني أصبح أيقونة كذب حصرية.
لقد اعتاد مطبخ الجماعة على هكذا أسلوب في إدارة المعركة، والاعتماد على مختصين لصناعة نسخ الأفلام الهندي والشقلبات الطريفة التي تبعث على الأسى والسخرية معاً، وشر البلية ما يضحك.
لا شك أن حمود وسالم وعبده حمود وبعض المرتزقة الصغار الذين يتكسبون باسم المقاومة هم أول من ابتدع الصور في المعارك الافتراضية، والنسخ الفوتوشوب، والتي لاقت رواجاً في البدايات، وبلع طعمها الكثير من الناس وصدقوها ولا يزالون يقسمون أنها حقيقة، ولهم عذرهم في ذلك، حيث كان الحماس مفرطاً، وكان الشباب الذين يبذلون الجهد ويمهرون الدم لا أحد يستطيع تصويرهم أو الوصول إليهم، بينما كانت الأفلام والصور تنتج وتعد في مسرح عمليات بعيد تحديدا في كلابة، والهريش، وعلى مسافات آمنة، ويتم اختيار الأوقات المناسبة، جادلت بعضهم في عدم جدوى ما يفعلون، فقالوا نحن في حرب إعلامية، لقد تابعت بنفسي وأنا في مدينة تعز بعض تلك الأفلام والصور، ولي قصص طريفة مع قادتها الكبار التي تتردد أسماؤهم صباح مساء وربما أكتبها يوماً ما.
لكن فصل المقال هنا أنها اختراع إخواني بدأ في تعز وانتقل إلى بعض محافظات بصورة أقل، وهو الاختراع الأهم يليه اختراع معارك “السداح مداح” التي تكررت، حيث كانوا يدفعون ببعض الشباب في بعض المواقع لاقتحام غير مدروس دون غطاء ودون خطة ودون خبرة ويقفون من بعيد يرقبون الموقف ويذهب الأبرياء ضحاياها، وعندما لا يحققون شيئا يذهبون إلى غير مواقعهم لملاحقة انتصارات الآخرين هنا أو هناك كذهاب سالم ورزيق بعد انتصارات الشباب في الكدحة، وهو ذات النموذج من مسلسل طويل من هوس التصوير والتعامل الدعائي مع المعارك وسرقة الانتصارات دون واقع ملموس، ونوع من التعويض في الميديا لا تسانده وقائع الأرض، وهذا الأمر محاولة مستميتة من الجماعة تهدف إلى تبرير استحواذها على الدعم والقرار في بعض المحافظات.
حيث تبعث من خلال المشاهد التمثيلية لقيادات الجماعة وتصدرهم الفعل الموهوم برسائل إعلامية تعمل على إلباس الجيش والمقاومة ثوبها المدنس وتحويل المقاومة إلى أيديولوجيا بطريقتها وتوظيفها سياسيا لصالحها.
ولذلك أتذكر المقولة التي ابتدعوها، “المقاومة خط أحمر”، كسلاح للدفاع عن عبث هؤلاء العناصر وحماية لهم من أي نقد.
وكانوا يجابهوننا بهذه العبارة كلما نقدنا تصرفاتهم ونهب المنازل وارتكاب جرائم الإعدامات، وحماقات ابتزاز المواطنين، ولا شك أن هذه المقولة “المقاومة خط أحمر” بالأساس ممارسة استحواذية.. سلاح لغوي قاتل ليس إلا، وتم تعزيزه بصور وأفلام كي يصبح صلبا وقويا ومتماسكا، لكن الأيام كشفت زوره وهشاشته.
ليس أدل على ذلك طربال الحوبان وجبهة الستين التي هم قادة الجبهات فيها، ولم تزحزح مترا واحدا منذ خمس سنوات رغم أنها مفتاح التحرير في تعز ومتنفسها نحو عدن والتحام أجزاء المدينة المتناثرة، ونفق عبورها نحو الحياة والخروج من الحصار الخانق وبداية جمع الصف الذي لا يحتاج لقسم كاذب وصور مخادعة قدر احتياجه إلى ترك العبث بالدماء والذهاب إلى معركة حقيقية ولكنهم لن يفعلوا وسيظلون يقسمون لقد أقسمنا أول قسم جماعي في تعز في العام 2014 كان الحوثي وجنوده في طريقهم إلى تعز، وكان لي شرف القراءة له على الناس لترديده والمشاركة في إعداده، وكانوا حينها مترددين حتى في تصدر تلاوة القسم وإعلانه، كانت فرائصهم مرتعشة، والكثير منهم كان قد غادر تعز حتى تم إعلان عاصفة الحزم عادوا مهرولين كان القسم الأول لتعز واضح الرؤية والهدف لكل أبناء تعز ونخبتها، وتم القسم أمام مبنى المحافظة في تظاهرة شعبية كانت الأولى ضد الحوثي في تعز وهو موثق في اليوتيوب، لكنهم خانوا القسم بعد أشهر قليلة، وبعد عام أقسمنا القسم الثاني وكانوا ينكثون، وما حصل في مدينة تعز مؤخراً هو القسم السادس أو السابع والنفير السابع والسبعون، لكنهم يكذبون وينكثون.. فهم كما قال المؤرخ رفعت السعيد قبل عشرين عاماً: “الإخوان يكذبون كما يتنفسون”.