علي محسن الذي يقف خلف التشكيل ، يمارس اقصى درجات التصعيد، وهو النهج الذي يمتهنه كعقيدة حربية دموية مغامرة ،اي تفجير الصراعات وتعطيل الحلول السياسية، واللجوء لفرض الخيارات الصفرية اي الحرب.
لماذا تشكيل هذا المحور؟
تموضع المحور في نقطة تماس مع المحافظات الجنوبية، وتصريح قائده الجبولي في التدشين ، يجيب على مثل هكذا سؤال ، حيث طالب برفع اقصى درجة الإستعداد القتالي ،والبقاء في حالة تأهب لإنهاء الإنقلاب؛ وهي جملة في ادبيات الإخوان ،لا تعني سوى المجلس الإنتقالي ،الذي يبقى في نظرها إنقلابياً خارجاً عن شرعيتها، مهما تكون الإتفاقات والمفاوضات السياسية، ومخرجات إتفاق الرياض وتشكيل الحكومة التناصفية.
من القوى التي تقف تمويلاً مع تكوين اللواء؟
مساحة حركة المحور ومسرح عملياته، الذي يمتد إلى باب المندب، يرسم ملامح القوى الداعمة والمخططة لمثل هكذا إنشاء، فقطر على الرغم من تقاربها مع السعودية ، إلأ انها مازالت تدعم مالياً ولوجستياً التشكيلات العسكرية المليشاوية غير القانونية ، لإبقاء اوراق ضغط فاعلة بيدها، والمناورة بها لتعزيز فرص حضورها في اي ترتيبات سياسية قادمة، وكذلك الحال تفعل تركيا، المتواجدة بقوة في قلب لا حاشية خارطة الصراع اليمني، بدعم الإخوان السياسي والعسكري ، والتواجد المباشر في مناطق محاذية لباب المندب والجزر اليمنية، في الصومال وإريتريا.
ما يحدث على خط حدود المناطق الجنوبية، يتعدى كونه مجرد ورقة تلويح بالقوة ،كي تصب هذه الضغوط نتائجها في الحافظة السياسية، تنازلاً من الإنتقالي ، بل الأمر يتعدى ذلك إلى مستوى إصدار الأمر العملياتي، مع وقف التنفيذ للتوجه جنوباً ، والخلاص من الإثنين معاً إتفاق الرياض والإنتقالي على حد سواء.
في سياق هذا المشهد المحتقن عسكرياً، تبدو ملامح خارطة توزيع جديد تتشكل ، تلغي أجساماً سياسية وتتقارب مع أجسام أُخرى، وهنا يبرز الحوثي كلاعب رئيس في هذا التوجه ، من خلال تبريد الجبهات وتحديداً تعز ،على الرغم من ان محور طور الباحة مستقلاً ، الأ ان عدم إشعال المواجهة مع الحوثي، يمنحه زخماً وضخاً بشرياً من عناصر إلاخوان في المحافظة، لتمرير الإجتياح وإعطاء الضوء الأخضر لقوات علي محسن ، لتركيز جهدها الرئيس صوب عدن ، دون إرهاقها في صراعات ثانوية على جبهة تعز، وهو تفاهم يؤشر إلى وجود خط حوار غير معلن ،بين الطرفين الحوثي والإخواني تجري على أعلى مستوى.
الإستنتاج:
نحن امام مشهد يتخطى الآعيب السياسة، إلى حفر خنادق الحرب، وحسم الصراع المؤجل مع الإنتقالي عسكرياً ، بتوافقات داخلية وإقليمية ، ولا يستبعد ان تكون تلك بوابة او ثمرة لحوار سعودي إيراني تركي غير معلن.
الجنوب بوابة مرور إجباري ، تسوية ملفه او بالأصح شطبه ، لن تتم إلا بتراضي جميع اطراف الصراع الإقليمي ، وإعادة رسم خارطة النفوذ والمصالح بالقسمة على إثنين، الحوثي والشرعي اي الإخواني ، مع داعميهم الإقليميين، ورفض الخيار السابق القسمة على ثلاثة ،بوجود المجلس الإنتقالي ،والغاء مشروعه الراديكالي كلياً من ساحة التسوية القادمة.
السؤال :
هل ستمر هذه الطبخة التصفوية؟
الإجابة رهن المدى الذي ستذهب اليه هذه التحشدات العسكرية ، اما الإكتفاء بالضغط او تفجير صاعق الحرب جنوباً والإجتياح، مما يعني حرباً داخلية طويلة الأمد مضافة، تشمل عدن وكل مدن الجنوب.
* من حائط الكاتب على الفيس بوك