على أطلال ثورة فبرايرونتائج المؤامرةعليه.
عبدالملك الشرعبي_ تعز اليوم:
لاحت الصورة نبيلة في الوهلة الأولى مع بزوغ ثورة فبراير السلمية، حينها حملق الشباب كأسراب النوارس المجنحةفي سماء الحرية والتغيير،وعلى أذهانهم ترتسم أوطار جياشة خلال برهة زمنية حافلة بالجو الثوري العابق بروح المدنية،ونفحات الشباب المدججون بالأغاني، والهتافات المعزوفة على همس الأكف وزمجرتهم الصاخبة التي هبت كالعاصفة الهوجاء تهز ارباب السلطة الحاكمة، وتردف بالتصعيد الثوري المؤمن بالمحال من العودة وعدم الأذعان والأنحناء للنظام الفولاذي المتمسك بالعقيدة الميكافيلية،وممارسة السياسةالديماجوجية خلال ثلاثة عقودعابسة وجامدة عن العطاء والأنتاج .
وبتزامنها مع ثورات الربيع العربي كانت المرحلة آيلة للتغيير ،والتحول الثوري الناجح نتيجة المناخ الملائم الذي ولدته الأنتفاضة العربية في مرحلة زمنية معاصرة فتحت أمامهم أفاق رحبة في البحث عن العالم المثالي الذي تسمو فيه العدالة الأجتماعية،والمواطنة المتساوية في الدولة.وبتلك الأدوات والوسائل المدنية في الممارسة الثورية عكست وعي الجماهيرالثورية،والطابع المدني للشباب الثورة المستنير بالثقافة الحقوقية في ثورتهم المجيدة.
هذآ ماهوك النظام الشمولي المتمثل بالغطمش الاستبدادي القابع على رأس السلطة وما يتبعة من الساسة البراجماتيون بكيفية دحض التظاهرالسلمي دون أي مبرر شرعي لمواجهةالعمل المدني بالقوة الصارمة والحد من تضخمها،وكلما كاد أن يحول المشهد السياسي إلى عنف وفوضى عارمة لجر وامتصاص الثورة السلمية وتحويله إلى ثورة مسلحة كانت توقفة الصدور العارية،ولم يتمكن من توظيف إمكانيات القوة بالعدة العسكرية والمتمثلة بالأسلحة الحديثة والجنرالات والجحافل المقاتلة في خمد التظاهر السلمي. رغم التعامل النيروني الذي أرتكبه في مجزرة جمعة الكرامة وأحراق ساحة الحرية في مدينة تعز الحالمة.
تضاعفت الحركة الثورية وتفاقمت حدتها وبذلك الوجه المدني الخانق للنظام بأهدافه المشروعة للتغيير الجذري الشامل للسلطة، ومع إستمرار التوقد الثوري والصرخة الشعبية المطالبة بالتغيير دب الوجل في نواة السلطة الحاكمة وأخضعت رأس الهرم المتحكم بها أمام الأرادة العامة في الموافقة على توقيع المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية والتي من نتائجها مخرجات الحوار الوطني الشامل.وبهذا الوعي الشعبي،وتنظيم الصف الوطني في رسم خارطة الطريق من أجل الوصول إلى تحقيق الدولة المدنية الحديثة.
تكالبت مراكز القوى المحلية والأقليمية والدولية وبطريقةغير مباشرة في دعم القوى التقليدية والعشائر داخل المجتمع المحلي لتنفيذ مشاريع الإمبريالية العالمية من اجل الأنقلاب على الحكومة الشرعية،وتفكيك الهوية الوطنية الجامعة،وأعاقة عوامل التطور في تمكين القوى الراديكالية من القضاءعلى مشروع الدولة والسيطرة والأستحواذ على وسائل الإنتاج، والغاء الشراكة في الثروة والسلطة مما مكن التدخل الخارجي في تبني القضية اليمنية بإسم التحالف العربي بقيادة السعودية،وجر الحكومة الشرعية إلى خارج الوطن لأعوام عدة، والمتابع للمشهد اليمني خلال ستة أعوام منصرمة يلاحظ النتائج الوخيمة التي خلقتها الحرب الدامية في تدمير اللبنية التحتية،والتهديد الموارد القومية والإقتصاد القومي،وتصفية بعض الموارد البشرية ذوي الكفاءة العملية،وتقسيم اليمن إلى كتانات صغيرة، وأخضاع الشعب إلى حكومتان ريعيتان تعمل بمبدأ الإيجاركيةفي أخذ الفائض الإنتاجي، ومنع العدالة في التوزيع وتقديم الخدمة العامة.
هذا ماعراء المكونات السياسية الحاملة لمشاريع صغيرة،وعدم أمتلاكها القرار السياسي في تمرير العملية السياسيةوتحديد المصير النهائي للدولة والمجتمع.ولغياب الرؤية السياسية أغرقت الحكومة الشرعية في الأخطاء الوظيفية سياسيا واقتصاديا وعسكرياكونها حكومة شرعية معترف بها دوليا لم تتمكن من إسقاط السلطة الانقلابية، وإعادة الروح للدولة الشرعية،ورغم المساندة الخارجية ورفدها بالأسلحة الحديثة فشلت عسكريا في بناء جيش وطني موحد ،وإيقاف الانفلات الأمني في المناطق المسيطرة عليها ثم الفشل الإقتصادي لعدم الإستثمار الحقيقي لثروة،مما أداء إلى توقيف حركة السوق من أي حركة ديناميكية وتضخيم المجاعة والبطالة في المجتمع اليمني الذي يهدد بأخطر كارثة إنسانية في العالم بحسب تقارير الأمم المتحده. ومع حلول الذكرى العاشرة لثورة فبراير السلمية.
ومن وسط هذآ الليل المرخي سدول الظلام ،وهذا الركام المكتظ والزافر بحلقات الدخان المتصاعدة في الهواء نتيجة اضطرام الوغى وبشاعة الهرج القاسية في الوسط السياسي الذي نتج عنه التشظي في النسيج الإجتماعي. يستعيد الشعب اليمني تفاصيل الذكرى من جديد وينفض من كاهله الخنوع وفاءا لشهداء يحي هذه الذكرى الخالدة لإثبات تمسكه بمبادئ الثورة ومخرجات الحوار الوطني الوطني الشامل التي تمثل المرجعية السياسة بالخروج من الأزمة الراهنة.