النائي الغريب
عبد الملك الشرعبي_ تعز اليوم:
هنا هيهات، يكفهر سمائي بالقطوب، ويعبس جبيني كالوهاد المكسية بالغمام الكثيف ،وكأني متواري تحت كومة ضبابية قاتمة. هنا حيث لا أرنو الوجود ولكني أحملق بناظريا إلى شريط الذاكرة لما خلفته السنون الأفلات.
هنا أجد نفسي صبابة في قلب مستهام، وقصيدة غريب لها أجراس موسيقية صاخبة توقض مشاعر الغرباء وتضرم في قلوبهم بركانا من الحنين.
هنا كالبهلول شارد الذهن ،شاحب اللون ، عيناي غائرتان وراسي منطويا تحت غمامة من الحزن لأني ثملت بندى الحنين.
هنا أصهن كالصخور ،ومكنوني حافلا بذكريات الخوالي الثاقبة في سماء التذكار، وشزم ما تلطفني نفحات نسيم الماضاوية لكي أعود، أنسج من حرارة الشوق بصيص من النور أخترق به خيوط غياهب البين المنسدلة على المكان، حيث يخيل لي السبيل الرحب كالمسالك المتعرجة في القفار القسية، ومن حولي تحوم الصلال ،والأرقم ،وحلقات عجاج تملأ الهواء.
هنا رغم البهو والعراء، أحس أني في سرداب خانق يحتويه ظلام دامس ،تلدغني فيه الزنامير ويغرفني غديرالرحضاء.
هنا أمتطي مراكب الأحلام وقوارب الشوق لكي أعود وأنقش في لوحات الشجو عبارات النأي المضرج بشوائب البين والحنين.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”