أستاذ الفلسفة وعلم الاجتماع بجامعة صنعاء البروفيسور محمد الحاج الكمالي في ذمة الله. خلال مسيرته درس الفلسفة في عدد من الجامعات في الوطن العربي، وتميز بقدرات علمية ومقدرة على تطوير ذاته منذ بواكير الشباب، وكان -رحمه الله- محبوباً من تلاميذه، الذين تعلموا على يديه الكثير إلى جانب العلم وحب الفلسفة، وأهم ما تعلموا منه القيم والنبل والتواضع وحب الوطن والأمة والانحياز إلى الحقيقة وإلى الجماهير.
العالم الجليل هو أيضاً مناضل قومي عربي وناصري عتيد، تحمل الكثير في سبيل ما يؤمن به من مبادئ وما أختاره من انتماء سياسي إلى صفوف التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري المعارض، وعندما ترشح عن التنظيم لعضوية مجلس النواب عام 1993، استفز بترشحه النظام الذي استخدم كل الوسائل لإسقاطه، بما في ذلك الضغط عليه في عمله الجامعي وتمزيق صوره وملصقات الدعاية الانتخابية وتهديد الناشطين معه من تلاميذه وأعضاء التنظيم.
الدكتور محمد الحاج الكمالي رجل صلب في التمسك بقناعاته ومبادئه وما يؤمن به، شديد التهذيب والهدوء في التعبير عن نفسه، نبيل في مسلكه وعلاقاته مع الناس، بل مثال للنبل، وهو إلى جانب علمه الغزير وقدراته العلمية شديد التواضع.
رحم الله الأخ والصديق البروفيسور محمد الحاج الكمالي وغفر له وأسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى، وعظم الله أجر أسرته وتلاميذه ورفاقه وزملائه في التنظيم الناصري ومحبيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
من صفحة الكاتب على فيسبوك.