عام بين اغتياله وسيطرة الإصلاح على الحجرية..هل كان “الحمادي” حجر العثرة الوحيد؟
عام واحد هو الفارق بين اغتيال قائد اللواء 35 مدرع عدنان الحمادي وإحكام الإصلاح قبضته على كامل مناطق الريف الجنوبي لتعز وتحويلها إلى قاعدة انطلاق نحو الجنوب والساحل، هل كان الحمادي حجر العثرة الوحيد أمام الإصلاح؟
تقرير_ تعز اليوم:
أتصفت علاقة الحمادي كقائد للواء 35 مدرع وأحد القيادات العسكرية البارزة في جيش الشرعية بحزب الإصلاح الذي يسيطر على مفاصل السطلة العسكرية وقيادة المحور بالتوتر طيلة فترة سنوات الحرب قبل أن تصل إلى المواجهات الرسمية والتصفية من المشهد، حيث اتهم الإصلاح “الحمادي” بالخيانة والعمالة للإمارات وتنفيذ اجندتها في تعز، بالوقت الذي نظر الأخير للقيادات العسكرية المحسوبة على الحزب بالغير الكفؤة لإدارة الميدان العسكري.
الصراع بين الحمادي والإصلاح بدأ بالظهور إلى السطح منذ محاولة الإصلاح عبر نائب رئيس سلطة الشرعية علي محسن تغيير الحمادي من قيادة اللواء في شهر أغسطس من عام 2016، وزرع قيادات عسكرية للحزب في لوائه وابرزها أركان حرب اللواء 35 عبدالملك الأهدل ليكون خلفا للحمادي، وإسقاط أكثر من 1000 عنصرا من قواته من كشوفات المحور، وصولا إلى زرع اللواء الرابع مشاة جبلي في مناطق تقع تحت نطاق عمليات اللواء 35 مدرع في مديريات طور الباحة في لحج والشمايتين في تعز بالإضافة إلى شن إعلام الإصلاح حملة إعلامية شرسة ضد الحمادي عملت على التقليل من أدواره واتهامه بالخيانة وغيرها من الخطوات التي سبق للحمادي نفسه شرحها بالعديد من خطاباته وكلماته في الاجتماعات الرسمية والشعبية.
خلال سنوات الصراع بين الحمادي والإصلاح، أفشل الحمادي عدة مخططات للإصلاح بإشعال صراع وحرب بمناطق الحجرية عبر مواقفه الحازمة والشجاعة وتنازلاته التي قدمها للإصلاح في مقابل حقن الدماء والتي كان أبرزها الأحداث التي شهدتها منطقة البيرين بالمعافر والتي راح ضحيتها القيادي في اللواء 35 مدرع فاروق الجعفري بالوقت الذي كان يقوم بأعمال الوساطة بين الإصلاح وكتائب أبو العباس قبل أشهر قليلة من اغتيال الحمادي، وقبلها في يونيو من عام 2018 الاتفاق الذي أبرمه مع القيادات العسكرية للإصلاح والذي يقضي بسحب قواتها من التربة عقب التوتر الذي ساد مدينة التربة بين الطرفين نتيجة لانتشار قوات اللواء الرابع مشاة جبلي في مناطق في المدينة الواقعة تحت نطاق اللواء 35 مدرع.
بعد اغتيال الحمادي في الثاني من ديسمبر من عام 2019، شن الإصلاح العديد من الحملات العسكرية على مناطق سيطرة اللواء 35 مدرع في الحجرية وخاض مع قوات اللواء العديد من الاشتباكات التي توجت بإخضاعه للواء 35 مدرع في شهر اغسسطس الماضي بعد استصداره قرار تعيين لقائد اللواء 17 مشاة السابق عبدالرحمن الشمساني كقائدا جديدا للواء 35 مدرع خلفا للحمادي بالإضافة الى سيطرته على كافة مناطق ريف تعز الجنوبي التي انشاء فيها العديد من المعسكرات لقوته لتكون محطة تعزيز وانطلاق لعملياته وتمدده نحو محافظة لحج ومديريات الساحل.
ويرى مراقبون أن الإصلاح ما كان ليتمكن من بسط نفوذه وسيطرته على مناطق الحجرية لولا حادثة إغتيال الحمادي، التي شكلت نقطة لصالح الإصلاح بإزاحتها حجرة العثرة الوحيد أمام تمدد نفوذ، حيث أن الحمادي الحمادي كان يحضى بالثقل الاجتماعي والسياسي والقبول الشعبي بالحجرية التي راكمت قوته كرمز لانصاره، بالإضافة إلى قوته العسكرية كقائد للواء 35 مدرع.