في يوليو الماضي، جمعنا مقيل في استراحة، في “جبل صَبِر”. كنا مجموعة من مختلف التوجهات السياسية، وكان الجو أكثر من رائع، خاصة وقد أتيح لنا مشاهدة المطر من نافذة الاستراحة، وهو يقترب نحونا رويداً رويداً، قادماً من شمال مدينة تعز.
فجأة، سألني صديق “إصلاحي”، قَدِمَ للتو في زيارة سريعة لليمن: كيف تشوف تعز؟ أجبت: رائعة، خاصة في موسم الأمطار، وهأنت ترى بعينك. قال: ليس هذا ما قصدته؛ أعني بسؤالي، كيف هو الوضع في المحافظة؟ أجبته: في أسوأ حال، فالعيال يعبثون بها، قال: من العِيَال؟ رددت: عِيَالكم، واستدركت، لأبدد دهشته: عِيَال قيادات الإصلاح، وضربت أمثلة؛ بدأت بـ “عَزَّام”، كونه ابن الرأس الكبيرة (سالم)، وحفيد الرأس الأكبر (عبد الله العديني)، ودلّلت، بشكل عابر، على واقعة نهب أرضية المستثمر علي درهم، الذي تحصل على حكم قضائي لاسترداد أرضه، التي اشتراها من حر ماله.
أخبروني عن شخص كان حاضراً معنا بأنه من المقربين جداً من “سالم”. انتهزت الفرصة، فتساءلت: هل “سالم” غير قادر على ضبط ابنه، أم أنه متواطئ معه؟ تطوع بالرد واحد مؤتمري، قال: بل متواطئ. أكملت: بكر صادق سرحان، محتل بيت الشيخ جابر، بحجة أنه “عَفَّاشِي”، وكأن ذلك يبيح لهم الاستيلاء على بيوت الآخرين؟! وعلى الطريق تحدثت عن الحسين ابن علي (شوفوا على اسم)، وهو قريب القيادي عبد الملك داوود. لم يكن وقتها قد أضيف إلى المشهد الطفل أيمن رزاز، محافظ حكومة الأطفال، وإلا لكنت استشهدت به أيضاً. المهم بدا على صديقي “الإصلاحي” وجوم وامتعاض كبيران، رغم أن ما تطرقت إليه مجرد غيض من فيض، فهو حتماً لا يقبل مثل تلك التصرفات، لكنه لا يملك الصلاحيات لإيقافها.