كلما تذكّرتَ أم العيال أني كنت يوماً عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، كلما عايرتني: “مش لو كنت بقيت معاهم كان حالنا أحسن؟! كان يمكنك أن تكون في منصب محترم، وعلى الأقل كنا بنعيش الآن في تركيا أو قطر، لكن الدبور رَكَبَك ورحت مع الناصريين، تشقي كَلْع”. لم أقل لها إن أصحابي يشتونا نُوَفِّي من جيوبنا!
أتذكر موقفاً عندما كنتُ رئيساً لصحيفة الوحدوي، حين قرر العاملون فيها الإضراب احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم، بعد أن أعيتني الحيلة معهم على الصبر بصفتهم مناضلين، رغم قناعتي أني أرتكب إثماً بحقهم وحقي.
اتصلت بقيادي كبير في التنظيم، قلت له: الشباب مضربون ونُكَاتِي وحكاياتي لم تعد كافية لتصبيرهم. اشتاط غضباً، وقال: “يا سقاف، أنت مناضل، وزملاؤك مناضلون”. رددت عليه، بكل هدوء: “اقنع المؤجرين، والبقالين، بأن يتعاملوا معنا كمناضلين”!
على أية حال، وفي حمأة نقاشي مع الأسرة حول تركي للجماعة، أُبرر: “الحمد لله، فقد تركتهم قبل ظهور غزوان، والمقلوع، وبكر ابن صادق سرحان، وعزام ابن سالم، حاكم تعز، وحفيد عبد الله العديني، الذي ما انفك يهاجم حفلات العيد في قلعة القاهرة، تاركاً حفيده ينهب أرضية الحاج علي درهم العبسي”.
أما حكاية الحسين ابن علي، حفيد عبد الملك داود الإخواني العتيد، قائد لواء الصعاليك، ففي حلقة قادمة.