الرجل الاسطوري شاهر عبدالحق وحقيقه حرمان ابنائه من ادارة 200 شركة عالمية
تداولت وسائل إعلام محلية وثيقة تتضمن سحب رجل الأعمال اليمني الشهير، شاهر عبدالحق الذي ينتمي الى محافظة تعز، البساط من تحت أبنائه وإلغاء تفويض التصرف بممتلكاته وثروته الطائلة التي تديريها اكثر من 200 شركة عالمية.
متابعات خاصة – تعز اليوم:
وأقدم شاهر عبدالحق على إلغاء تفويض ابنه نائل وابنته سوسن بإدارة شركة مرسيدس بصنعاء.
وكان شاهر عبدالحق أصدر قرارا بإلغاء تفويض ابنه وابنته قبل وفاته بأسابيع قليلة والذي يقضي بعدم التصرف في كل أمور الشركة.
وجاء هذا القرار المعمد من وزارة الخارجية والقنصلية اليمنية في القاهرة حسب مصادر مطلعة نتيجة الخلافات التي حدثت في شركة مرسيدس على خلفية حادثة إطلاق النار سابقة حدثت أمام الشركة وأدت إلى إصابة أحد مشايخ اليمن ولا تزال هذه الحادثة قيد الصلح القبلي.
وتوفي شاهر عبدالحق مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في ألمانيا عن 82 عاماً، بعد صراع سريع مع السرطان.
ليس واضحاً من سيخلف شاهر من مقربيه أو أبنائه. وبشكل عام لم يعرف الكثير عن دوائره المقربة، ومدرائه التنفيذيين الذين عملوا معه لعقود، ومن شتى أنحاء العالم.
وقد ازداد غموض مصير إمبراطوريته أكثر في العامين الماضيين مع إقالته لإخوانه والمقربين منهم من مناصب حساسة في الشركات المتعددة، إذ استبدل على سبيل المثال أخاه هائل بابنته سوسن لإدارة فندق تاج سبأ.
وحدث أمر مشابه، تطور إلى إشكال مسلح أمام مقر شركة مرسيدس في صنعاء في العام 2019، بعد أن حاول هائل منع ابنة وابن شاهر من دخول الشركة، ولم تنتهِ المواجهة إلا بعد تدخل جهاز الأمن القومي، ومغادرة هائل بعد ذلك اليمن للعيش بين الإمارات ولندن.
وينتمي شاهر عبد الحق بشر إلى طبقة العائلات التجارية الثرية، التي تسيطر على جزء حيوي من الاقتصاد اليمني، بعد أن تنامى نفوذها خلال حكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بسبب العلاقة بين الطرفين.
وهو لم يكن فحسب، اليمني الوحيد الذي يمتلك طائرته الخاصة، بل إن تفرده ونفوذه الإقليمي والدولي وصل إلى درجة قدرته على حماية وتهريب ابنه من المملكة المتحدة قبل أكثر من عقد، بعد ارتكابه جريمة قتل كانت ضحيتها صديقته النرويجية. وهو لا يزال فاراً حتى اللحظة.
وعاش عبدالحق السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة من حياته تحت الضغط الذي تسبب فيه الاشتباه في علاقة نجله فاروق في قتل صديقته النرويجية مارتين فيك ماجنوسين في مارس/آذار 2008 في لندن وفراره إلى اليمن واختفائه هناك.
كان من الواضح بحسب تحقيقات الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) أن الفتى وصديقته غادرا مرقصاً بعد تناولهما لمشروبات كحولية فائضة عن طاقتهما، وأفاد تقرير لصحيفة (ديلي تليغراف) أنه ثبت بعد تشريح جثة الضحية، أنهما تناولا نسبة من مخدر الكوكايين.
تم تهريب فاروق إلى صنعاء عبر القاهرة في رحلتين تجاريتين عاديتين تفادياً لأي شبهة قد يثيرها استخدام طائرة خاصة، وذلك بواسطة بعض أقاربه ودون علم والده حسب صديق مقرب لشاهر عبد الحق.
ويلقب رجل الأعمال شاهر عبدالحق بشر بـ”الرجل الحديدي” في وسائل الإعلام الغربية و “ملك السكر” في الصحف العربية، هو صديق شخصي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ومبعوثه في مهمات سرية، آخرها زيارته إلى الزعيم الليبي معمرالقذافي، أثناء الثورة التي إندلعت ضد صالح عام 2011.
ولا يكاد يغيب قطاع اقتصادي أو صناعي عن أنشطة عبدالحق، الذي امتلك شركات استثمارية للفنادق والبنوك والعقارات ووكالات السيارات، وشركة اتصالات في اليمن والسودان وشركات نفطية في اليمن والقرن الإفريقي، إلى جانب فنادق سياحية، وشركات مقاولات وإنشاءات هندسية. كما تتراوح أعماله التجارية بين الوكالات العالمية، كوكيل لشركة كوكاكولا العالمية في اليمن ومصر.
ويمتلك شاهر عبدالحق فندق “تاج سبأ” الذي يعد من أهم وأقدم الفنادق في اليمن وبنك اليمن الدولي، وتستحوذ شركته على وكالة شركة بنز في اليمن و”زيروكس“، وشركة ”فيلبس”، و“ويرلبول” للأدوات المنزلية، كما يمتلك حصة كبيرة في الشركة الوطنية للدخان في إثيوبيا، بوصفها المحتكر الوحيد لصناعة السجائر في إثيوبيا.
وامتلك عبد الحق أسطوله الخاص من الطائرات والسفن. وكان قاته يصل أينما كان في العالم طازجاً بشكل شبه دائم بطائراته الخاصة، من أديس أبابا أو كينيا أو أي بلد آخر يسمح فيه ببيع وزراعة القات، بغض النظر عن قوانين البلد المضيف، حتى في زمن جائحة كورونا.
كما استحوذ – بحسب بعض مساعديه – في السنوات الأخيرة على مساحات واسعة من الأراضي في إثيوبيا تقارب 11 ألف كم مربع – أي أكثر بقليل من مساحة لبنان – لزراعة التبغ. والجناح الأكبر بفندق شيراتون أديس أبابا يظل محجوزاً له على مدار العام ، ولديه ما يشبه ذلك في فنادق أخرى في مدن وعواصم أخرى حول العالم.. ذلك أن الرجل لا يعرف دائماً بالضبط أين ستكون محطة طائرته القادمة. هذا بالإضافة لعقاراته الخاصة حول العالم.
أسس عبد الحق، الذي ورد اسمه أيضاً في “أوراق بنما”، أكثر من 200 شركة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. تمتلك شركة “انسان ويفكس” المحدودة، التابعة لعبد الحق والمسجلة في جزر كايمان، امتيازات النفط والغاز والتعدين في اليمن والسودان، بالإضافة إلى استثمارات في القطاع المصرفي في لبنان.
كان عبد الحق شريك رامي مخلوف، الذي توسعت شركته السورية للاتصالات في اليمن تحت اسم “سبستيل” بشراكة مع شاهر أولاً، قبل أن يبيعها فتصبح تابعة لشركة “إم تي أن” العالمية كفرع لها في اليمن، بعد استحواذ شاهر على أسهم في الشركة الأم.
تضع وفاة شاهر عبد الحق نهايةً لأهم صانع للصفقات في الخمسين سنة الأخيرة، ممن تجاوزت دائرة حركته اليمن إلى العالم، وكان على قوائمه المالية الشهرية كبار المسؤولين اليمنيين، حيث كانت وظائفهم الطبيعية بعد خروجهم من مناصبهم هي عضوية مجلس إدارة بنكه، بل توسعت قائمة من ينالوا من “خيراته” لتشمل برلمانيين ومسؤولين وقادة جيوش عربية، وعلى امتداد القرن الإفريقي، حيث فتحت له أمواله وصفقاته السلطات والقصور بلا حدود.