رسالة من والدة أصيل الجبزي الى ولدها الشهيد الطبيب الشاب المقتول على يد دواعش التربة.
عبدالسلام القيسي - تعز اليوم :
مساء الخير يا أصيل
ذهبت حفل تخرجك ، لقد أستدعوني زملائك ، وقالوا لن يكون الحفل الا بك وطالما إني أمك ذهبت لأكون بينهم ، وكأنك بينهم ، والتقيت يا طفل قلبي كل رفاقك ، ورفيقاتك ، ودكاترتك ومعاريفك وصعدت الى المنصة حيث كنت سوف تصعد لتأخذ شهادة تكريمك وأخذتها بدلا عنك ، وألبسوني الفل ، أتشم رائحته ؟
هاك يا أصيل ، هذا من أقرب رفيق لك،هذا الورد من أستاذك ، وهذا من زميلتك ، لقد بكوا وهم يصافحونني بأعينهم ولقد بكيت يا طفلي فهل تتذكر يا أصيل عندما كنت تخبرني أنك ستصبح دكتورا كبيرا تعالجني وكل الناس ؟
كان اسمك هو الشيء الأجمل في دفعة التخرج ولكن ينقصهم أنت ، لقد شعرت بواجب مواساتهم ، صاروا كلهم أمك وصرت معزيهم فيك ، كيف تحولت مشاعري هكذا فجأة لأخفف عنهم الحزن والمعلوم أن حزن الأمهات لا يوازيه حزن ، لا أخ ولا رفيق
تدري يا أصيل .. عندما صاحوا باسمك كي تصعد المنصة تلفت حولي لأراك تمشي بخطى أعوامك الجليلات بالعلم ولكن تذكرت فجأة أنك ميت ، في مثواك ، وقد أتيت لأمسح هذا الأسى من وجوه دفعتك ، ثم صعدت، هناك وبتلك اللحظة توقف الزمن ، وقف وبكى
لم أستطع أن أحبس دموعي يا أصيل، قد حولت فرحك الى دمعة ، فلتسامحني يا ولدي الطيب والنبيل الشهيد ، والأصيل والطبيب الذي ذهب يداوي جراحات الشهداء في المقبرة
فقط لو أنهم مغول المدينة تركوك لتفرح بلحظتك هذه ، كم تلمني ذكرياتك معي وأنت ترتب لحفل تخرجك منذ سنة كاملة ، بدلتك التي لدى الخياط أخذتها يا طفلي ، وقبعة تخرجك ، وشال اسمك ، سوف أضعهن في صدر البيت ، وستكون طبيبي كل الوقت
مبارك لك يا أصيل ، لقد تخرجت،قبلاتي لك .