نسمع جعجعة ولا نرى طحينا
نبيل السفياني_ تعز اليوم:
مع كل جولة جديدة من جولات الصراع الدموي بين عصابات المفصعين ، ومع كل عملية اقتحام جديدة لمستشفى أو لمؤسسة حكومية أو أهلية ، ومع كل عملية نهب جديدة لأراضي و منازل و ممتلاكات المواطنين ، ومع كل جريمة قتل جديدة لمواطن يطالب بأملاكه أو يدافع عنها ، ومع كل ضحية جديدة وكل جريمة جديدة يرتكبها المفصعين والمسلحين المنفلتين واعلبهم للاسف يتبع بعض الألوية والوحدات العسكرية ويحضون بنوع من الحصانة الخاصة والرعاية من قبل ( المفصعين الكبار ) ، ومع كل موجة جديدة من موجات الفوضى والانفلات الأمني في مدينة تعز ، غالبا ما نسمع نفس البيانات والتصريحات التي نسمعها في كل مرة وبما فيها من تهديدات بإتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة والضرب بيد من حديد ، وغالبا ما تبادر قيادات السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية لاتحافنا بسيل من التصريحات وبنفس النغمة المعتادة ، وغالبا ما نسمع عن انعقاد الاجتماعات الطارئة وعن القرارات الصارمة الصادرة عن تلك الاجتماعات وغالبا ما نسمع عن مطالبة قيادات بعض الألوية العسكرية بتسليم المطلوبين أمنيا من منتسبي تلك الألوية وعن إعطاء مهلة محددة لتسليمهم ، وغالبا ما نسمع عن تحرك حملة أمنية كبيرة لملاحقة المفصعين والمجرمين ، وغالبا ما نسمع وخلال فترة قياسية عن الإنجازات الكبيرة التي حققتها الأجهزة الأمنية والحملة الامنية واللجنة الامنية والتي تكللت بنجاح باهر وبالقبض على عدد من المطلوبين ومبادرة عدد آخر منهم لتسليم أنفسهم وفرار بعضهم إلى المناطق (المتاخمة) وجاري ملاحقتهم …
ولكن وللأسف يتكرر هذا المشهد في كل مرة وينتهي ويتوقف عند نفس النقطة ، فلم نشاهد ولم نسمع عن اتخاذ أي إجراءات قانونية وقضائية ولم نسمع عن إحالة متهمين إلى النيابة والى القضاء ولم ننشاهد اي محاكمات للقتلة والمجرمين والمفصعين ومن يقف ورائهم ، ولم نسمع عن اي احكام صدرت بحقهم ولا عن تنفيذ أي حكم عليهم أو على أحدهم ..
ولم نسمع عن تسليم أي مطلوب من المطلوبين أمنيا من قبل قيادة اي لواء عسكري ، ولم نسمع عن اتخاذ اي اجراءات عقابية بحق القيادات العسكرية الممتنعة عن تسليم المطلوبين أمنيا ، أو بحق من يحتضنهم ويحميهم ، ولم نشاهد اي اجراءات حقيقية لتنظيف الألوية العسكرية من المفصعيين والمنفلتين و المطلوبين أمنيا ، ولم نسمع عن قائمة كاملة بأسماء جميع المطلوبين أمنيا ومن يحتضنهم ويوفر لهم الدعم والحماية ، ولم نسمع حتى عن مجرد التوجه لعزل او تغير حتى قائد او مسؤل واحد فاشل اوعاجز أو متهاون من القيادات العسكرية والأمنية وقيادات السلطة المحلية.