فرغت للتو من قراءة ما كتبه الأستاذ علي المعمري – محافظ تعز الأسبق – عن ما يجري في المحافظة من أعمال فوضى لا تقرها القواعد الوطنية وأدبيات المقاومة.
مقالة طويلة تناول فيها معاناة أبناء المحافظة، ومظاهر التهتك القيمي، وأعمال الفوضى, التي طالت حياة الناس وأملاكهم، ومستقبل يلوح في الأفق بات أكثر خوفاً مما يجري الآن.
موضوع جميل ولاشك, تطرق فيه كاتبه لمجمل المعاناة اليومية، وسلبية الجيش الوطني والأجهزة الأمنية في تحمل مسؤولياتها المفترضة في توفير الأمن والاستقرار واستكمال تحرير المحافظة, التي كان قد بدأها شباب المحافظة بأسلحتهم المتواضعة وقبل تشكل الجيش المسمى “وطني”، لكننا بالمقابل، وأمام ما سطره المحافظ الأسبق، الأستاذ علي المعمري, فإننا نعي تماماً أنه يتحمل مسؤولية جزء كبير مما يحدث في محافظة تعز، وتحديداً في عاصمتها.
نقول هذا من واقع معرفتنا المسبقة بمعظم التسهيلات والفرص التي منحها “المعمري” لحزب الإصلاح, وبما مكن الأخير من تسيد المحافظة، والتحكم في قرارها وحالها العام, حين منحوا (قادة وأتباع الإصلاح) فرص تشكيل الجيش المسمى “وطني” من أعضاء حزبهم، بما فيهم قياداتهم الوسطية والعليا, وهو ما ينطبق على التشكيلات الأمنية, إلى جانب الوظائف القيادية المدنية المهمة في الأجهزة التنفيذية والقضاء.
بهذا المعنى والأداء الذي سلكه علي المعمري، اعتماداً على قوة علاقته المفتوحة مع حزب الإصلاح, وبما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من أوضاع عامة, فقد مَثَّل المذكور بذلك كارثة حقيقية للمحافظة، لا يمكن له التنصل منها مهما سَطَّر من مواضيع، وسرد من حكايات و “سُمَامِي” لا تغني ولا تسمن من جوع.
أما الكارثة الثانية التي منيت بها تعز، فبطلها المحافظ الحالي, الذي شكَّل بأدائه امتداداً حقيقياً لأداء علي المعمري, بسكوته عما ترتكبه جماعة الإخوان المسلمين في تعز, دون أن يتجرأ حتى على وضع الناس أمام حقيقة ما يجري في المحافظة, والطرف الذي يتحمل مسؤولية ذلك، وكان سبباً فيما وصلت له من حال عام لم يكن يوماً في حسبان حتى أطفال المحافظة.. لك الله يا تعز.