عام على اتفاق الرياض..ما الذي تحقق ؟
قبل عام من الآن، كانت العاصمة السعودية تشهد في هذه اللحظات مراسيم توقيع اتفاق الرياض بين الفصائل الموالية لها جنوبي اليمن، وكانت الأنظار تتطلع لأن يكون الاتفاق اخر “الاحزان” بالنسبة للمواطنين في مناطق سيطرة التحالف ممن كانوا ولا يزالون يكتوون بنيران الصراع بين الانتقالي وهادي و الذي اتخذ ابعاد عدة اخطرها على الاطلاق المناطقية التي وسعت الجرح الغائر جنوب البلاد ومزقت ما تبقى من ترابط للنسيج الاجتماعي المجروح منذ احداث يناير مطلع ثمانينات القرن الماضي، لكن لا شيء تغير على أرض الواقع باستثناء الامتيازات المالية التي يحصل عليها رموز الحرب في الطرفين ممن باتوا واسرهم يقطنون الفنادق الفاخرة ويتجولون بسيارات فارهة في الوقت الذي يكتوي فيه البسطاء وممن لا حول لهم ولا قوة بنيران الخدمات المنهارة وقطع الرواتب والفساد المستشري ماليا واخلاقيا، فمن يقف وراء تلك المعانة ؟
متابعات_ تعز اليوم:
نظريا، ووفق ما تضمنته الالية المحددة للاتفاق المبرم أصلا بين الإمارات والسعودية ، كان يفترض ان تكون نتائج تنفيذه ، بحلول فبراير من العام الجاري ، تدر الآن الرخاء على الأهالي في مناطق سيطرة التحالف وهذا التوقيت يكون للاحتفال بما تحقق وليس لمحاولة انقاذ ما تبقى من أساساته، لكن الوضع الان مغاير فلا تغييرات عسكرية طرأت ولا تشكيل حكومة جرى والوضع الاقتصادي في أسوأ مراحله وهذه الثلاثة الملفات اعتمدها الفرقاء كمدخل للحل.
قد يبدو من وجهة نظر الكثيرين بأن الخلل يكمن في صراعات هادي والانتقالي إلى جانب الإصلاح والمؤتمر في الخارج، وقد تبدو هذه الخطوة منطقية إذا ما تم قراءة الوضع بسطحية، فهذه الأطراف تتصارع الان على المناصب والمكاسب المالية ، وهي تدفع باتجاه بقاء الوضع على حاله لدوافع تتعلق بما تجنيه من عمليات فساد ونهب منظم للمال العام وعائدات النفط والغاز والمنافذ ، ففي نهاية المطاف لا هم لهذه الأطراف لا وحدة ولا انفصال ولا تعنيها سيادة ووطن وكل طرف منها يمد جذروه إقليميا محاولا تدعيم وجوده في مراكز النهب والفساد بولاء خارجي وأن كان هذ المضياف عدو لليمن وأهله، غير أن المنطق الحالي يشير إلى أن هذه الأطراف لا يملك القيادي فيها قرار توقيت استخدام دورة المياه في الفندق الذي يقيم فيه سواء كان نزيلا في الرياض أو ابوظبي وحتى تركيا والقاهرة، فكل خطواته مرصودة وهو ليس اكثر من سمسار في نادي لبيع “الهوى” ينفذ اجندة بعينها وإن كان ذلك مخالفا لقناعاته، والوحيد الذي بيده عقدة الحل هو التحالف المنقسم على نفسه منذ بدأ اطرافه اللعب خارج لعبة “إعادة الشرعية” ومزاعم “تحرير اليمن من ايران” بإرسال الامارات قواتها إلى جزيرة سقطرى وتشييد قواعد في شبوة مقابل عسكرة السعودية للمهرة وتحصين حضرموت، على أمل ان تنتهي اليمن “الانسان” ليتم تقاسم جغرافيته وتوزيعها كهبات على رعادة دوليين ولاعبين اقليمين في المنطقة، لكن صمود صنعاء في وجه الة الحرب المستدعة لحفلة “العدوان على اليمن” من اكثر من 17 دولة ودخول لاعبين دوليين على خط الصراع على المصالح في هذا البلد التي تشكل موقعا استراتيجيا في المنطقة ولا تزال ثرية بالموارد الغير مستكشفة عمق الهوه بين قادة التحالف وتحديدا السعودية والامارات ودفعهما للبحث عن داعمين دوليين لترجيح كفة كلا منهما، فنست الامارات بأنها كانت تضج العالم حول “التدخل الإيراني في اليمن وراحت لعقد اتفاقيات مع طهران متناسية حتى أنها حليفة للسعودية التي تدعي هي الأخرى العداء لطهران.. هذه السيناريوهات هي من انتجت الواقع الحالي ووحده حلها كفيل بتنفيذ اتفاق الرياض وغيره من الاتفاقيات فالصراع الاماراتي – السعودي بارز كالشمس وأن حاول الطرفان اخماده باتفاقيات من تحت الطاولة.