مبادرات شبابية للتخفيف من آثار الصراع في تعز
مع الانهيار الكامل للمؤسسات الخدمية للدولة، في بداية منعطف العنف المتمثل بالحرب التي اندلعت مطلع العام 2015، والتي حرمت السكان بمحافظة تعز من مقومات الحياة، وأدت لنشوء صراعات مجتمعية، لم يلبث لأبناء المدينة برهة، حتى تمكن الشباب من تأسيس مبادرات للعمل في التدخل الطارئ للمتضررين من الحرب وبناء السلام والتعايش المجتمعي.
متابعات – تعز اليوم:
وتقول علا السقاف، مديرة البرامج في منظمة شباب بلا حدود للتنمية، إن مشروع بناء السلام يتم وفق تدخلات تلبي احتياجات الناس، والتي جاءت من شباب يلامسون المجتمع بشكل يومي، مضيفة أن أهمية المشروع تتمثل في رفع المشاركة المجتمعية، وتحقيق استدامة أكثر.
وبالمثل، يقول عضو مؤتمر الحوار الوطني عيبان السامعي، إن المبادرات الشبابية برزت بمدينة تعز بشكل ملفت، نتيجة لحاجة موضوعية تطلبها الواقع الذي أفرزته الحرب، وذلك مع انهيار الكيان الوطني والمجتمعي، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس بشكل غير مسبوق.
ويتفق مع السقاف والسامعي، محمد الوتيري، وهو أحد القادة الشباب البارزين في بناء السلام والتدخل الطارئ بالمدينة منذ بداية الحرب، موضحاً بالقول: “عندما بدأت الحرب ظهرت الجرائم والنزاعات المجتمعية داخل أحياء المدينة، كآثار جانبية للحرب، ومع نشوء هذه النزاعات والخلافات برزت برامج بناء السلام ومعالجة قضايا النزاعات وتعزيز التعايش والتماسك المجتمعي”.
ويضيف السامعي: “لقد استنهضت هذه المبادرات روح المجتمع اليمني والوطنية اليمنية لمواجهة واقع كارثي، ومحاولة تطبيب جراح البسطاء والتخفيف من معاناتهم”.
ويمثل نشاط المبادرات الشبابية في مجال بناء السلام، شمعة مضيئة تبدد بشعاعها ظلام الحرب والتعصب والعنف والجريمة، وفق السامعي، الذي قال: “هي بارقة أمل تعكس جوهر المجتمع اليمني وحقيقة مكنونه المتطلع إلى تحقيق السلام والوئام والتعايش والتسامح بين كل أبناء الوطن؛ وهي التجسيد العملي للحكمة اليمانية التي لطالما سعت نخب الصراع إلى تغييبها وإحلال قيم نافرة محلها”.
ولعب الشباب دوراً بارزاً في إعادة الحياة، وذاع صيت نجاحاتهم في أوساط المجتمع، حيث تقول السقاف: “أعتقد أننا لمسنا دور الشباب في الميدان بشكل كبير، وعقدوا لقاءات مع مسؤولين بالسلطة المحلية بتعز، وشخصيات ووجاهات اجتماعية مهمة، وأصبح صوتهم مسموعاً، وباتوا مؤمنين بالأثر الذي أنتجوه من خلال ما قدموه للناس”