تعز اليوم
نافذة على تعز

اللجنة الأمنية .. تقتل تعز بصمتها ..

توفيق عبدالملك - تعز اليوم :

اللجنة الأمنية .. تقتل تعز بصمتها ..

أمام أحداث الأمس المؤسفة كنت أظن أن القيامة ستقوم على القتلة ، كنت انتظر ليلة القبض على غزوان وغدر ..

تابعت الادارة العامة للإعلام بديوان عام محافظة تعز ، لأتتبع قرارات المحافظ رئيس اللجنة الأمنية ..

تابعت المركز الإعلامي لمحور تعز لأرى قرارات اللجنة الأمنية و تدابيرها ..

للأسف السلبية واللامبالاة سيدة الموقف بامتياز ..

اللجنة الأمنية برئاسة المحافظ وعضوية قائد المحور وقادة الألوية والوحدات الأمنية تتحمل كامل المسؤلية عن الفوضى والعبث والاستهتار بحياة الناس من العصابات الإجرامية التي تنشر الرعب في بعض شوارع تعز ..

تعز تقتل في كبريائها وشموخها وصمودها وتضحياتها ..

مراهقان وشباب طائش وأجندة خفية تحول نهار تعز ليلا موحشا ..

مراهقان يقتلان تاريخنا وأمجادنا ، ويسيأن لتعز دون أن يحاسبهم أحد ..

لكن .. قبل أن يقتل الخارجون عن القانون والمفصعون الأبرياء في شوارع تعز ..

قتلت تعز بأكملها حين توقفت عمليات التحرير وقل الدعم عن الجيش ولم تنتضم مرتبات الجيش وتوجهة سهام التخوين والتشكيك والشيطنة لحماة المدينة وهم على أسوارها مرابطون ..

قتلت تعز حين تدخلت أياد خفية لتفكيك المقاومة بإلغاء مجلس تنسيق المقاومة برئاسة الشيخ حمود سعيد وعضوية قادة الجبهات وممثلي الأحزاب السياسية الذي أدار تعز في أحلك مراحلها بداية المقاومة ..

قتلت تعز حين عمدت قوى خفية لتفكيك الجبهة الداخلية بدأ من تفكيك أكبر تكتل سياسي ممثلا باللقاء المشترك ثم زراعة ودعم الخارجين عن القانون ثم إشعال الفتنة والحرب بين رفقاء السلاح ..

قتلت تعز حين عمل على تصويرها وتسويقها وكرا للإرهاب ومافيا القتل والإجرام من قوى تدعي حبا لتعز وهي تتاجر بمعاناتها ..

قتلت تعز حين تلاعب المسؤلون بمشاعرنا بين رأس سلطة يملك المال والقرار وأدوات تنفيذ تختلف مع الرأس في الأولويات ولا تملك إمكانات التنفيذ ..

الحقيقة المرة أن ما يحدث في تعز هو نتيجة غياب الدولة وعدم تحمل المسؤولية ..

تعز نموذج لغياب الدولة بمفهومها المتكامل من نظم وهياكل وسلطات وصلاحيات وأفراد ..

حين يغيب مفهوم الدولة يظهر الإستبداد والتشبث بالسلطة و حب الاستقواء وتهميش الآخر ..

حالة انفصام حاد تعيشه تعز بسبب غياب المؤسسات والعمل المؤسسي وفق لوائح ونظم سائدة..

تتغول الشخصانية وتتضخم الذات وتتحول الوظيفه والمنصب إلى ملك شخصي ونظرة أحادية مهمشة لكل النظرات الأخرى ..

نظرية ما أريكم إلا ما أرى هي السائدة ، في بيوتنا ومدارسنا ومؤسساتنا حتى أعلى هرم في السلطة ..

تسريب البرقيات الرسمية المتناقضة يظهر غياب المؤسسية في عمل اللجنة الأمنية ويشير إلى التباين الواضح في الأولويات والتي يدفع ثمنها المواطن البسيط من أمنه ودمه وحياته ..

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.

قد يعجبك ايضا