تسريبات سرية تضع اصلاح تعز في موقف محرج أمام السعودية
بالوقت الذي أثار التسجيل المسرب لمرشد الإصلاح في تعز عبد فرحان “سالم” جدل واسعا حول مضمونة وتداعيات تسريبه في هذا التوقيت بالذات، فقد طرح علامات استفهام عديدة عن الجهة التي تقف وراء تسريبه ؟
متابعات – تعز اليوم :
التسريب الذي أظهر القائد الفعلي لحزب الإصلاح في تعز “سالم” يخوض في حديث مع مجموعة مقربة بكل أريحية ودون رسميات، كاشفا عن تنسيق بين الإصلاح في تعز ودولة تركيا بهدف السيطرة على مدينة المخا الساحلية التي تقع تحت سيطرة قوات “طارق صالح” المدعومة إماراتيا مشيرا إلى إمكانية التنسيق مع دولة إيران في سبيل ذلك ، بالإضافة إلى سخريته من التحالف السعودي الإماراتي الذي هزم أمام ما أسماه “حفنة من الحوثين”، يرى العديد من “المراقبون” أن نشره في هذا التوقيت الذي يخوض به الإصلاح صراع للحفاظ على هيمنته ووجودة في تعز لا يعدو أن يكون إما اختراق استخباراتي خلفه الإمارات لكون التسريب يصب في مصلحتها بالمحصلة، أو صراع داخلي بين أجنحة الإصلاح نفسه أو ما بات يعرف بجناح السعودية الذي يقوده “علي محسن الأحمر” والإصلاحيين القداماء مع جناح قطر الذي يعتبر “سالم” من أحد رموزه بالإضافة إلى آخرون .
إمكانية أن تكون أجهزة استخبارت الإمارات وراء نشر التسريب بالوقت الذي من المعروف به أن بنية حزب الإصلاح تمتاز بالسرية وصعوبة الاختراق بشكل عام ناهيك عن الوصول إلى قيادات وازنة “كسالم” بالرغم أنها تبدو غير ممكنه لكنها تظل واردة وتترك تسائل أخر عن ماهية الهدف القادم وطبيعة الاختراق الذي قد تعمل الإمارات على أحرازه في حربها ضد الإصلاح، وتضع الحزب أمام دوامة من الحيرة والقلق واسحقاقات الرد قبل أن يقع الفأس الإماراتي في رأسه مجددا .
لكن الأخطر من ذلك أن يكون وراء نشر التسريب حالة الصراع الموجودة بين أجنحة الإصلاح نفسه “سعوديا وقطريا “، في ظل إيعاز السعودية عقب توقيع تفاهمات تشكيل حكومة جديدة وفقا لمخرجات “إتفاق الرياض” لجناحها في الحزب تصفية وتحجيم دور جناح قطر وهو مابات يلوح في الأفق من تصريحات قيادات الإصلاح المتواجدة في الرياض المهاجمة لدور قطر بشكل متزايد خلال الأسابيع الماضية ويدعم ذلك أيضا التغيير في هيكل قيادات الحزب في بعض المحافظات لصالح جناح السعودية كما حدث في قيادة الجوف التي ازيل منها “الحسن أبكر” المحسوب على قطر .
مايرجح هذا الخيار على صعيد علاقة أجنحة الحزب المتوترة في تعز، هو الصراع الخفي الذي أشتد خلال الأسابيع الماضية بين قائد المحور “خالد فاضل” والمحسوب على علي محسن ومعه وكيل أول السلطة المحلية والقيادي في الإصلاح عبد القوي المخلافي من جهة وسالم من جهة أخرى والذي ظهر إلى السطح كصراع بين مجاميع الطرفين على تحصيل إيرادات الضرائب في مداخل المدينة ونتج عنه مقتل أحد القيادي الميداني شرف العوني المقرب من سالم على أيدي جنود خالد فاضل .
على أية حال يظل انتشار التسريب المسجل لسالم في هذا التوقيت مؤشر على تغييرات وصراعات قد تشهدها محافظة تعز في الفترة القادمة ومن غير المنطقي أعتباره تسريب مقصود من “سالم” نفسه كما يريد بعض ناشطين ومواقع وشبكات الإصلاح تعويمه، والأيام القادمة كفيلة أن تجعلنا نطل قليلا لنرى ماوراء الأكمة !.