في ظرف أسبوع كان حصاد افراد القوات الحكومية في محافظة تعز، إغلاق بنك الكريمي، قطع شوارع المدينة ونشر الفوضى، اقتحام مبنى السلطة المحلية في محافظة تعز، والاقتال في شارع التحرير الأسفل وجولة سنان، اقتحام حديقة مائية تابعة لإحدى المستثمرات في المدينة بحثًا عن الجبايات.
فوضى عارمة إذا تجتاح المدينة، يرعاها القادة العسكريين الذين يخضون صراعًا بعيدًا عن الأضواء، وينفذها، افرادهم، والعصابات التي يحركونها، وهم أقرب لقادة العصابات من قيادة الالوية العسكرية، هذا يبدوا واضحًا من كل الاحداث في المدينة، فلا مسؤولية وطنية يتحلون بها، ولا مؤسسة عسكرية حقيقية قاموا ببنائها.
ولا يمكن استبعادهم من قائمة المشاركين في مفاقمة معاناة سكان المدينة، إنهم يتقاسمون أسباب هذه المعاناة مع ميليشيات الحوثي الانقلابية، الأخيرة تحاصر المدينة من ثلاثة اتجاهات، والأولين، ينشرون الفوضى في المدينة، ويعطلون الحياة فيها، ويجمدون المعارك مع ميليشيات الانقلاب، وكل هذا يؤكد، أن المواطن ومصلحة المدينة أخر هم بالنسبة لهؤلاء القادة.
وربما المواطن مدركًا لهذا الأمر، ولهذا نتحدث ونقول إن ذهاب هؤلاء الذين يقودون قوات لا تحمل من الجيش الوطني سوى الاسم، إلى الحُجرية، هو من أجل نقل التجربة من المدينة إلى الريف، سيمارسون ذات الممارسات هناك.
لم يتركوا لهم أدنى مكانه أو احترام لدى المواطن، بات المواطن ينظر إليهم كصغارٍ قذفت بهم المرحلة إلى مناصب، لم يكونوا عند مستوى المسؤولية فيها. بداية الحرب، كان كل أبناء المدينة صفًا واحدًا إلى جانب المقاومة الشعبية، وماذا حدث بعد ذلك؟ اعتقدت بعض الفصائل ان مشاركتها في قتال ميليشيات الحوثي قد منحها الحق في ارتكاب كل ما يخطر على بالها، كقطع الشوارع، فرض الجبايات، تعكير حياة المواطن وغيرها من الممارسات التي أصبحت غير خافية على أحد، كان المواطن ينتظر استكمال تحرير المدينة، قبل يكتشف أن ذلك أخر هم عند من يقودون ويسيطرون على قرار المؤسسة العسكرية في المدينة، فتغيرت نظرته إلى هؤلاء، فهو أي المواطن، لا يبحث عن اسقاط ميليشيات وإحلال ميليشيات أخرى بدلًا عنها، إنما يبحث عن دولة حقيقية، تنفذ فيها كل مؤسسة واجباتها تجاه المواطن.
ظل اللواء35مدرع وحدة من يتحلى بمكانه لدى الشارع في المدينة، بفعل انضباطه، واحترامه لنفسه كجيش، فحاولوا ولايزالون من أجل ضربه وتفكيكه، حتى يتحول إلى فصيل تابع لهم، يتخذوه كأداة ينفذ ما تنفذه بقية الألوية في المدينة، من عبث وفوضى.
ولا خيار امام المواطن، سوى مغادرة مربع الصمت، ومواجهة هؤلاء بنضالٍ سلميٍ يُطيح بكل هؤلاء القادة، وإعادة تصحيح وبناء المؤسسة العسكرية، كمؤسسة خادمة للوطن، ومدافعة عن مصالح أبنائه، أما السكوت والاستمرار في الصمت او حتى الموقف الذي لا يتعدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه سيؤدي إلى تطور هذه الفوضى إلى مراحل كارثية بنتائجها على المواطن ومصالحة في المدينة، ذلك أن الصمت يزيد من توحش هؤلاء، ويعتقدون أن المواطن راضٍ عما يرتكبونه.