محسن والعليمي ..دهاليز معركة الحجرية
تشابكت وتداخلت حسابات الدائن والمدين في توجهات واستهدافات وهيمنة الاصلاح على رأس وقرار وامتيازات الشرعية بالاستفادة من مخلبي رشاد العليمي وعلي محسن الأحمر.
متابعات خاصة – تعز اليوم :
لكن ما يفعله وأنتجه هؤلاء باتجاه تعز يشكل التجلي النهائي والأخير لصفقة بقيت ترواح في غرف ودهاليز السياسة قبل أن تخرج هكذا على الملأ وتتعرى في الحجرية.
محسن ومزاعم الإرث “المدرع”
يبرز في خلفية تشبث الاصلاح وعلي محسن الأحمر بسلطات وصلاحيات السيطرة والتحكم بقطاعات تعز العسكرية وصولا إلى التوغل عميقا في الحجرية وبصدد الاستحواذ على قلب اللواء 35، مقولة ذرائعية يتوسلها الجنرال العجوز؛ بزعم تبعية اللواء 35 مدرع (المفترضة) لمظلة الفرقة الأولى مدرع.
ومع انتفاء السببية المباشرة أو حتى الشبهة العلائقية المفترضة، فإن التذرع بالرمزية الإسمية لا غير يلقي الضوء على جانب من خلفيات وحيثيات درب طويل ممتلئ بصنوف وأشكال الاستهداف؛ للواء الذي راكم الانتصارات من لا شيء تقريبا، مقارنة بهزائم وفشل جيش بحاله كان على رأسه محسن والفرقة الأولى.
مسلسل الاستهداف لم يتوقف منذ البدايات الأولى ومعركة المطار القديم بتعز، ثم تتابعت وتدافعت الحلقات واليوميات بواسطة المحور- العصا الكبيرة والحديدية، وصولا إلى ملابسات اغتيال القائد العميد الحمادي، قبل تسديد الضربة الأخيرة التي أريد من خلالها هرس قلب اللواء والمشروع العسكري المهني الذي شكله الحمادي والخامس والثلاثين مدرع.
ويكشف التعاطي التملكي من منطلق التبعية (الإسمية – مدرع) لا غير، عن مزيج من الغيرة والحقد والحسد والكراهية، غذتها مشاريع النفوذ والتوغل القطري التركي في تعز، تجاه اللواء المهني والاحترافي؛ الذي أنشأه وأرسى مداميكه من الصفر العميد عدنان الحمادي، وخاض به حرب المقاومة الأولى للمليشيات الحوثية وشكل أول نواة وأول طلقة وبندقية ورشاش وجبهة للجيش الوطني والدفاع عن الشرعية انطلاقا من قلب تعز ومطارها القديم.
وتغدو المقارنة مجرد تحصيل حاصل مع سابقه أو ما سلف من المسميات؛ عندما اكتسح الانقلابيون معسكرات وألوية الفرقة الأولى مدرع قدما، من صعدة إلى عمران وصولا إلى مقر القيادة الرئيس ومعقل علي محسن العتيد في قلب العاصمة صنعاء بالمدخل الشمالي الغربي للعاصمة.
اغتيال العميد عدنان الحمادي مثل في حسابات الاستهداف نصف الطريق أو أكثر للتخلص من اللواء بطريقة أو بأخرى؛ تجسدت أخيرا بخفة مفضوحة في قرار إسناد قيادته لواحد من أشرس الخصوم للحمادي شخصيا وللواء 35، وتسليم رقاب الضباط والصف ورفاق الحمادي لمقصلة المحور الذي لم يخف نواياه بسرعة الإعلان عن أسماء أبرز القادة كمطلوبين أمنيا.
العليمي: الدائن والمدين
وبينما يتذرع محسن بالتبعية الإسمية، تبريرا لجنايات استهداف تصفية وفكفكة اللواء 35، فإن رشاد العليمي يستند إلى حيثيات لا تبتعد كثيرا عن المجال المحكوم بالتوجهات والحسابات التي يجريها الاصلاح، فالرجل بات واحدا من أهم وأكبر وأسوأ أدواتهم في الاحتكام والهيمنة على السلطة والقرار داخل الشرعية، منذ أن اعتبر أنهم الطرف الأقوى ليلعب بهم ومعهم فيكسب وعدا باعتلاء رئاسة الحكومة على أقل تقدير في أي جولة مرتقبة، والطموح لديه ابعد من ذلك يلامس كرسي الرئاسة نفسها.
على أن العليمي الذي يعاني عقدة نقص تجاه الحمادي، ابن البلاد والحجرية، امتلك سببا مضاعفا وشخصيا للاندماج في مؤامرة إقصاء الحمادي والتخلص منه وتصفية مسرح الحجرية من منافس أول على الريادة والقيادة والزعامة المستحقة في تعز وبلاد الحجرية على وجه الخصوص.
زد على ذلك أن العليمي الذي يلح على تقديم نفسه كجناح ومركز قيادي مؤتمري، ويحثه ويشجعه الاصلاح على ذلك كجزء من غايتهم في استثمار الرجل بأكثر من اتجاه ولأكثر من جبهة، فإنه أقحم نفسه في ندية وصراع غير متكافئ مع مؤتمرية وشعبية الشيخ سلطان البركاني؛ على المستوى التنظيمي والشعبي والسياسي، وعلى المستوى المحلي في تعز والحجرية.
احتفظ العليمي والإصلاح بنفس الأسباب تقريبا تجاه البركاني، وتفاقمت مشاعر العداء والمنازعة أو الصراع عقب اعتلاء الشيخ رئاسة البرلمان. مثل هذا تطورا خطيرا في حسابات العليمي الذي لم يشبع جوعه منصب رئيس ائتلاف الأحزاب المؤيدة للشرعية. التكتل الإسمي الذي ولد ميتا وصدّر عمله بوثيقة تهجمت من سطرها الأول على الزعيم علي عبدالله صالح وعلى حكم وحكومات المؤتمر الشعبي العام في الوقت الذي يزعم أن المؤتمر أبرز وأحد أقطاب التكتل.
بقي وانحصر أو تمركز الصراع في أهم وأخطر جولاته، تعزيا… وأخيرا، بهذه الحدية والجدية.
ولما كان البركاني على علاقة حسنة وجيدة مع اللواء وقيادته وضباطه، وكرر المطالبة بتعيين قائد جديد من داخل اللواء، تكتل وتكالب؛ العليمي ومحسن والإصلاح سياسيا، والمحور ومعسكرات قطر عسكريا وميدانيا، والجزيرة وأخواتها ومنابر منصات وناشطي الاصلاح إعلاميا، للدفع نحو غاية مفخخة قدحت شراراتها في التربة وصبران وتتهدد الحجرية بأكملها.