القضايا المترابطة لا يمكن ان تتعسفها، وتفصلها بقوة الرغبة الذاتية ،القضايا المترابطة لاتستطيع ان تفصلها بضربة سكين او غارة عابرة، القضايا المترابطة هي توأم سيامي مرتبط بالقلب الواحد، تحويله إلى اثنين يعني موتهما معاً
هكذا هو حال من يحاول تفكيك العلاقة المتشابكة بين الجنوب وتعز والمحافظات المجاورة، والتعاطي بخفة تحليل وامنيات انعزالية، منكفئة على الذات، غير معنية بما يجري الآن من تداعيات خطرة في تعز ،من استحداث المعسكرات ومحاولات الزحف بإتجاه الحجرية، وتهشيم اهم الأولوية المشكلة حائط حماية إضافي للجنوب.
ترك الحجرية تواجه هذا المصير، المخطط له بعناية، من قبل تيار علي محسن ،لا يمثل شأناً داخلياً يمس رقعة الصراع الداخلي ، التعزي التعزي مجازاً ،بل يمد بظلاله المدمرة، الى كل الصراع الجاري ،ويصب في طاحونة واحدة: اجهاض القضية الجنويية وتدميرها بفتح جبهة ثالثة ،ستكون من بين كل الجبهات هي الأخطر.
على دعاة القضية الجنوبية ان يكسروا شرنقة الإنعزال ،ويعيدوا صياغة المفاهيم بسعة افق، ورحابة سياسية اوسع ،وبناء التقاربات على اساس القضايا لا الإنتماءات الجغرافية والجهويات المميتة.
ما يحدث في تعز الآن يعني بدرجة اساسية عدن والجنوب ،وكسر الحجرية نقلة خطرة بإتجاه عدن، وخلط مدروس لأوراق الصراع وموازين القوى ،لغير صالح اي احد ،سوى اعداء المدنية ،ودعاة تأبيد وإعادة انتاج اسوأ مافي النظام السابق من استعلاء وفساد وقهر مجتمعي ، مضاف له طابع الدولة الدينية الظلامية المستبدة.
إجمالاً ،مايحدث اليوم صراع عنوانه الحجرية وهدفه عدن.
مطلوب إعادة التموضع ورسم التحالفات بأفق وروحية جديدة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.