من أكثر ما يخدم به الإصلاح “التحالف” حتى وهو يتحدث عن أهداف وأجندة وممارسات استعمارية، هو تجزئة المشكلة، وتوجيه السخط الشعبي نحو انتقاد النتائج لا الأسباب الجوهرية، فما يحدث في عدن “ممارسة خاطئة” سببها الإمارات -التي هي في الأصل شريكة للسعودية- ويمكن أن يصحح التحالف مساره بإعادة عدن من الانتقالي إلى الإصلاح، أو لتكن تحت القيادة السعودية مباشرة.
يخرج الناس ضد الانتهاكات والأوضاع المأساوية التي يعيشون في سمومها، فيندفع إعلام الإصلاح ليقول للناس، الانتقالي هو أصل المشكلة وجذرها، كأنما الانتقالي صاحب قرار وسيادة، ولم يولد في أنابيب التحالف وينشأ في حضاناته.
يخرج أبناء المهرة ضد عسكرة محافظتهم والتهامها من قبل السعودية، فيتبنى الإصلاح، شعارات أعلى سقف لها، هو أن تخرج السعودية من المهرة، من المهرة فقط، بينما عليها أن تدير عدن، وأبين، وسقطرى، وأهلا بها في الجوف ومأرب والبيضاء، وشكرا لها في الساحل الغربي.
وبدلا من أن يلتحم اليمنيون جميعا في مواجهة الخطر الذي يجمعون عليه، يسوق الإصلاح ويشاركه في هذا كل الأحزاب والنخب المرتهنة، للخليج، أن التحالف تقدست معاركه ما دامت في مواجهة “الحوثيين” وبوصلتها تتجه لقضم ما تبقى من اليمن بأيدي اليمنيين، وأن لا خطيئة له إلا أنه لم يقضم هذه المناطق ومنشغل بابتلاع مناطق سبق قضمها كعدن وسقطرى وباب المندب، وهذه ليست خطيئة إلا لأنها تشغله عن محاربة الحوثيين،
مثل هذا الخطاب، يؤخر نضج الرأي العام وتركيزه على الخصم الأساسي، فيخرج ليطالب المحتل بتحسين مزايا الاحتلال، وليس أن يرحل ويترك الأرض لأهلها، تصبح الكهرباء والمياه أعلى مطلب، وتصبح الشعارات “الله المستعان يا سلمان” بدلا عن “برع يا استعمار”