روعة المكان وجمال الطبيعة
السحر الذي يسري دون فعل ساحر، ويستوطن الروح والفؤاد
تطالبك الأنفاس أن تستنشق كمية كبيرة من الهواء العذب، لتزودك بنقائها لعدة أيام قادمة في زحمة المدينة والضجيج!
سام البحيري – تعز اليوم :
الماء العذب يوضع على جنبات الطريق المؤدي إلى رأس العروس في جرةٍ تقبل شفاه العاطشين وترد عليهم تحية وسلام..
الورد والريحان على خدود الصبايا يجعلك تتذكر قول الفضول في أغنية طاب البلس التي غناها بلبل تعز أيوب :
” *خدود مثل الورد ضوء الفجر أرواها*
*وأعطاها المشاقر حرس*
*محوطات الوجوه البيض بالكاذي*
*المسقى في برود الغلس* ”
إنه روعة المكان وأهل المكان والجمال المتجدد،
وحدهنّ صبايا صبر
إثر خطواتهن في المدرجات ينبت الورد والمشاقر،
وعند كل تجمعٍ لهن تنبت أشجار التوت،
هل أدركت الأن سر مذاق التوت الصبري؟
لقد فهم الرعيل الأول كلام الله وطبقوا ذلك فاتخذوا من الجبال بيوتاً لتلك النحل ..
أوما تراها تطوف على الورد كل صباحٍ؟
ولا تكتفي بالطواف بل تقطف الورد وتعود وقد حملته على خدودهن!
هنّ النحل والنحل هنّ ومن شفاههن يتقاطر خمرٌ وعسل..!
لم تكن مجرد بيوتٍ تناثرت، إنه نقش دقيق رسم على جبين هذه الفاتنة ” تعز” فبينهما علاقة عشق لا تنتهي،
فإذا ما كنت في ” صبر الجمال ” تدرك أنك شارفت على لمس السحاب، وتعرف مامعنى نسيم عليل،
هناك حتى الساعة السادسة والدهشة، وما يزال المكان والمنظر يشدك للبقاء أكثر…
الشمس تغيب على كل المدنية، وتبقى شرفات المنازل الزجاجية في صبر تمنح مدينتي شمساً ثانية تجابه الليل أطول وقت ممكن ولا تستستلم إلا وقد منحت عشاقها في المدينة وجها آخر للسماء، فترى منازلها قد تركت فسحة للضوء تتسلل من نوافذها القديمة، ومن القمريات الملونة إلى الخارج، فإذا ما وقفت في مساءات المدينة متأملاً للمكان الذي قضيت فيه نهارك، تجده قد عانق السماء أو أن السماء أخذته في عناقٍ حميم حتى مطلع الفجر.