الإعلان عن إصابة أول يمني في الداخل بفيروس كورونا يثير الرعب لدى شريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني كونه يدرك الخطر القادم الذي يتربص به في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة سواء على مستوى إنتشار الفيروس والإصابة به أو على مستوى المعاناة التي سيعيشها جراء التداعيات لذلك الإعلان والاجراءات التي ستقوم السلطات بفرضها.
نحن شعب يعيش أزمات وحروب منذ سنوات وبدون مرتبات ونعيش أوضاع إقتصادية صعبة وكذا قطاع صحي منهار.. بالٱضافة إلى أن غالبية المواطنيين يعيشون بما يكسبونه من دخلهم اليومي.. وتعطل الحياة تمثل بالنسبة لشريحة واسعة اجراء لا يقل خطورة وضرر عن فيروس كورونا وهو ما يقلقهم أكثر من الفيروس نفسه.
ومع كل ذلك من المهم أن يكون هناك تكافل بين أبناء المجتمع والوقوف مع من هم يعيشون أوضاع إقتصادية صعبة وتفعيل المبادرات الخيرية المجتمعية والمبادرات الذاتية لتحسس وتلمس المحتاجين ومساعدتهم خاصة أننا على أبواب شهر الخير والرحمة شهر رمضان.. لا تعولوا على حكومات “صنعاء أو الرياض” بل علينا أن نستحث الخير الذي في قلب كل مواطن لنساند بعضنا مع أتباع التعليمات الوقائية التي توجهها الجهات المختصة لنحمي أنفسنا ومجتمعنا وكذلك لنقف مع من يحتاجون إلى وقوفنا بجانبهم فليس الفيروس وحده من يهدد حياتهم بل إنقطاع مصادر دخلهم مع الاجراءات التي تفرضها السلطات للحد من انتشار الفيروس والتي منها حضر التجوال واغلاق الأسواق وتوقف المؤسسات والشركات والأعمال وغيرها من الاجراءات التي تتوقف خلالها الحياة العامة بشكل شبه كلي. فلا يكفي أن نوعي الناس بإجراءات الوقاية ونقول لهم إلزموا بيوتكم دون أن نحث الجميع على التكافل في مثل هذه الظروف ومساعدة المحتاجين من أبناء مجتمعنا.. فالتكافل الإجتماعي ومساندة المحتاجين أهم وسيلة لنحمي مجتمعنا من إنتشار فيروس كورونا والتخفيف من تبعات الاجراءات المتبعة للوقاية منه.
وبرغم القلق الذي يعتري الكثير إلا أن الثقة بالله ولطفه كبير في تجنيب هذا الوطن والشعب مزيدا من المعاناة فوق معاناته التي يتكبدها لسنوات.. وذلك هو الأمل الوحيد الذي يعلق عليه الشعب كل الشعب في النجاة من فيروس أجتاح العالم وعطل الحياة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك