بينما لا تزال مدينة ساحة مفتوحة لصراعات المجاميع المسلحة المنضوية في جيش الشرعية و المتقاتلة فيما بينها والتي لم تكن آخرها الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين مجاميع المدعو غزوان المخلافي، من جهة ومجاميع، غدر الشرعبي من جهة اخرى والتي اسفرت عن مقتل واصابة 10 اشخاص اغلبهم من المدنيين، اعتبر مدير أمن سلطة الشرعية في تعز، منصور الأكحلي، الوضع الأمني الحالي الذي تشهده المدينة خير دليل على مدى انجازات قواته في الحفاظ على الأمن واسهامها في حماية المدنيين.
الأكحلي الذي اعتبر الوضع الأمني في المدينة دليل نجاح ضد ما اسماه الانتقادات التي توجه له بالتقصير من قبل” الناشطين الذين ينساقون وراء الشائعات”، أكد، في حوار له مع صحيفة “حماة الوطن” الصادرة من المحور، أن مسؤولية ضبط المجاميع المسلحة المتقاتلة في المدينة والمنضوية في جيش الشرعية ليست من مسؤولياته كمدير أمن للمحافظة وانما من مسؤوليات “قيادة الجيش”، مناقضا تماما اشادته بالوضع الأمني الذي تمر به المدينة.
وفي رده على سؤال “حدثت في تعز، أعمال فوضى واشتباكات مسلحة بين مجاميع مسلحة، يسأل المواطن أين دور الأمن من ذلك، وهل حقا تقفون موقف المتفرج؟”، استمر الأكحلي في تناقضه ولكن هذه المرة بشكل يبعث السخرية أكثر حيث قال ” بالعكس كان دور الامن حاضرا وقويا والا لماذا تطلق الاشاعات بان الامن يستخدم القوة المفرطة، والأجهزة الأمنية نفذت اكثر من حملة أمنية ضد المخلين بالأمن”، حيث استند الاكحلي على إثبات فاعلية الأمن بما اسماه بالإشاعات التي وصفها قبل ذلك بالمغرضة وغير دقيقة.
ما اسماه الأكحلي بالاشاعات لارتكاب قواته انتهاكات بحق المدنيين ، وثقتها منظمات وتقارير دولية أنها انتهاكات صارخة حصلت بحق ساكني حي وادي القاضي من حصار واقتحام وترويع في مساء الثلاثاء الموافق 11 من فبراير الشهر الجاري، حيث شاركت مجموعة من الأطقم والعناصر المسلحة للحملة الأمنية لمحور تعز مع مجاميع غزوان المخلافي ضد مجاميع غدر الشرعبي الذي يقطن حي وادي القاضي، فكيف تشترك قوات المحور في صراعات المجاميع المسلحة وتدعم احدهم ضد الأخر؟
بالرغم ان كلا الطرفان مطلوبان للعدالة في قضايا جنائية، بل كيف يعتبر الاكحلي بعد ذلك انه غير مسؤول عن ضبط هذه المجاميع التي يدعمها الجيش؟
وبعد كل هذا بأي عين يرى الأكحلي “الوضع الأمني الحالي في المدينة” دليل على فاعلية إدارته بحفظ أمن المواطنين؟
وإذا كان يدل هذا التخبط والتناقض الصارخ في حديث الأكحلي عن شيء، وهو رأس السلطة الأمنية في مدينة تعز ، في حوار قصير مع صحيفة صادرة عن سلطته، فانه يدل عن حجم اللامبالاة التي يتعامل بها مسؤولو سلطة الشرعية بحق أمن وحياة ابناء تعز، بالإضافة إلى حالة الفشل التي يمرون بها، والتزييف والتهم الجاهزة التي يروجونها ضد اي مواطن يتسأل عن واقع أمنه وحياته في مدينة تحولت الى ساحة : لصراعات غزوان وغدر !.