لماذا توجس الإصلاح من عودة شمسان إلى تعز ؟
للمرة الثانية وفي نفس الأسبوع، يتعرض محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، لمحاولة اغتيال في المناطق الخاضعة لسيطرة مجاميع عسكرية تابعة للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز، وفي أقل من أسبوعين لعودته إلى المحافظة.
خاص – تعز اليوم :
شمسان الذي مكث في مدينة التربة لأكثر من عشرة أيام قبل دخوله مدينة تعز في في 31 من شهر ديسمبر الماضي، لم تكن إقامته في التربة بعيدة عن المخاطر أو خالية من الضغوط التي تستهدف إعاقة نشاطه.
فبعد يوم واحد من وصوله إلى مدينة التربة، قامت مجاميع عسكرية من اللواء الرابع مشاة التابع للإصلاح والمتمركز في الحجرية، بتهريب 10 من السجناء المتهمين في قضية قتل مرافقي شمسان من سجن الشبكة في مدينة التربة”، عملية التهريب التي احبطتها القوات الخاصة التي يقودها المحسوب على المؤتمر الشعبي العام، جميل عقلان، اعتبرت كرسالة ردع وتحذير من الإصلاح لشمسان، هدفها كسره سياسيا وإظهاره بمظهر العاجز لإحراقه في عيون الحاضنة الشعبية المؤيدة له والمناوئة للإصلاح في منطقة الحجرية.
الإصلاح الذي نظر لعودة شمسان إلى منطقة التربة بعد أسابيع قليلة من حادثة اغتيال قائد اللواء 35مدرع، عدنان الحمادي، والتي يتهم الإصلاح بمسؤولية تنفيذها،، محاولة ودفع إماراتي لشمسان تهدف إلى محاصرة الإصلاح وتقليص نفوذه في السلطة المحلية، كجزء من استراتيحية إماراتية لعزله سياسيا حتى يسهل تطويقه وحصاره وسط مدينة تعز، عبر تمكين القيادات المحسوبة على المؤتمر الشعبي العام والمناوئة للإصلاح من القرار الإداري في المحافظة، ليتم الانقضاض عليه لاحقا عبر المجاميع المسلحة التابعة للإمارات في كل من الساحل والحجرية، وما يبرر هذه التوجسات الإصلاحية هو حزمة القرارات التي اتخذها شمسان في بعض المناصب الإدارية في مديريات المحافظة وبالأخص مديرية المخاء الساحلية.
فيما يرى المناوئون للإصلاح، أن عودة شمسان قد تقلص استئثار الإصلاح في القرار السياسي والإداري في المحافظة، وتكبح اندفاعه للانقضاض والسيطرة على ما تبقى من مديريات الحجرية، بالأخص بعد تخلص الإصلاح من الحمادي الذي كان حجر العثرة الوحيد أمامه في السيطرة على الحجرية، وما يعزز هذه الظنون هو استمرار الإصلاح في تحشيد المجاميع العسكرية في مناطق مجاورة للحجرية استعداد لاقتحامها.
الأمر الذي يجعل عودة شمسان إلى المحافظة بعد عام من غيابه، رهينة لتوجسات الأطراف المتصارعة وحبيسة لسوء ظنهم، ويجعل تمكنه من مباشرة عمله في إدارة المحافظة ضرب من خيال.