هل تسيطر الإمارات على تعز بقميص الحمادي
بدأت قضية مقتل قائد اللواء 35 مدرع في تعز، الثلاثاء، تتشعب ، منذرة بدفن المدينة، المنهكة بصراعات النفوذ، تحت ركام حرب قذرة، فهل ترفع الامارات قميص الحمادي لاقتحام تعز على غرار “ابو اليمامة” في عدن ، أم ان النخبة السياسية قد تتمكن من تجاوز هذه المحنة؟
خاص – تعز اليوم :
على الصعيد الجنائي، اتسعت دائرة المتهمين مع شن قوات اللواء حملة اعتقالات جديدة طالت مسلحين ومرافقين، وقد تمكنت من احتجاز 6 مسلحين كانوا في مسرح الجريمة، بينما لا تزال تلاحق اخرين تتحدث مصادر محلية عن اختفائهم عقب الحادثة.
هذه التطورات تنفي قطعا ان يكون الحمادي قد قتل على يد شقيقه، الذي حاولت وسائل اعلام تصويره كـ”مختل عقليا”.
وهي بكل تأكيد تنقض رواية الخلافات الاسرية بين الشقيقين، اللذين تؤكد مصادر صحفية انهما لم يعانيا منها خلال الفترة الماضية.
لا احد يعرف من الذي يحقق مع المتهمين، فحتى القوى الامنية والعسكرية في تعز المحسوبة على الاصلاح، تعد من قبل ناشطين المتهم الابرز بتدبير الحادثة، بينما الطرف الاخر الذي كان الحمادي يواليه كالإمارات، تشير المعطيات إلى انها نقلت جثمانه والمصابين بينهم شقيقه إلى عدن وفرضت حراسة مشددة عليهم.
لم تتجلى الحقيقة حتى بعد يوم كامل من مقتله، وهو ما يكشف وجود توجه لإخفاء ما جرى وتسويق القضية سياسيا وبما يصيب تعز بجرح أخر هذه المرة قد يكون في قلبها، المثقل بعشرات الفصائل المسلحة المدججة بمختلف انواع الاسلحة والمستعدة للقتال في اية لحظة.
اختفت قضية الحمادي من الاعلام كجنائية، واصبح الحديث عنها كـ”اغتيال سياسي” تشبه إلى حدما بالنسبة لناشطي الناصري، الذي يشكل الحمادي قائد جناحه العسكري، “قضية الحمدي” الذي قتل ولفقت له قضية “اخلاقية” وهم بذلك يشيرون بأصابع الاتهام لنجل شقيق صالح ، المتهم عمه بقتل الحمدي، أو كـ”قضية جار الله عمر” الذي قتل وبرئ قاتله بحجة انه “مختل عقليا” بالنسبة لتيار الاشتراكيين الذين يحاولون توجيه الاتهام لـ”الاصلاح” .
فعليا، الطرفان مدانان في هذا التوقيت، والكل يخوض صراع ضد الاخر.
شنت فصائل الاصلاح حروب عدة ضد قوات الحمادي داخل المدينة وريفها الجنوبي الغربي، وتتهم بتدبير محاولات اغتيال له، اضف إلى ذلك يعتبر الحزب المستفيد من مقتله كونه كان شوكة اماراتية في حلقه قد تخنقه في اية لحظة بقطع طريق تعز – عدن وحصار قواته داخل المدينة، وربما قد يشكل طعنة قوية في خاصرته في حال تقدم طارق صالح من المنفذ الغربي لأطباق الحصار على قوات الاخوان في المدينة.
هذه الروية تعززها ايضا الخلافات بين رشاد العليمي وعلي محسن على منصب نائب هادي، اضف إلى ذلك طرح اسم الحمادي كقائد للمحور في تعز الذي يتنازع مؤتمر الامارات والاصلاح عليه ، خصوصا بعد اجهاض الاخوان، عبر محسن، لاتفاق سابق مع الامارات قضا بخروج قائد المحور السابق خالد فاضل مقابل تغيير المحافظ امين محمود، بإعادة فاضل مجددا إلى قيادة المحور، ناهيك عن توقيت زيارة فاضل لخطوط التماس مع قوات اللواء 35 في الريف الجنوبي الغربي وتوجيه النقاط برفع الجاهزية قبل يومين فقط على هذه الحادثة إلى جانب عدم نعي وزارة دفاع هادي الحمادي أو حتى التوجيه بلجنة تحقيق مستقلة كما طالبها قيادات وسياسيين.
لكن وبغض النظر عن هذه الحيثيات، التي تجعل الاصلاح وقواته محل شك، تبدو حيثيات أخرى اكثر واقعية، قد ترجح ما ذهب اليه الاخوان من اتهام للإمارات وطارق صالح بالوقوف وراء الحادثة، خصوصا بعد نقل جثمان الحمادي إلى عدن مع انه توفى لحظة اسعافه، فهذه الحادثة تأتي في وقت عصيب تدير فيه الامارات مخطط لتقسيم تعز الساحل عن المدينة، ولا شيء قد يشغل القوى السياسية الرافضة لهذا المخطط سوى اشعال فتيل صراع ذات ابعاد جهوية ومناطقية على غرر فتيل “ابو اليمامة” في عدن والذي منح التحالف متنفسا لتنفيذ مخططه بتقسيم الجنوب ونهب ثرواته. اضف إلى ذلك المساعي الاماراتية لتوحيد الفصائل الموالية لها في هذه المنطقة بدء بتجريد ابو العباس من قيادة كتائبه بإدراجه على قائمة الارهاب، وبما مكن الحمادي من تسلم الدفة، وهي الان تطمح لتسليمها إلى طارق صالح الذي هيئت له الساحل الغربي بتذويب الفصائل الاخرى سواء في الوية العمالقة أو “المقاومة التهامية”.
بعيدا عن المسئول والمدبر لمقتل الحمادي، يبدو أن قضيته تتجه نحو اغراق تعز بصراعات لانهاية لها تغذيها اطراف اقليمية تبحث عن وجود في الشريط الساحل للمحافظة المطلة على باب المندب ولو على اجساد المئات ممن سيسقطون في تلك المعارك.