اللواء 35 مدرع ينعي العميد عدنان الحمادي ويطالب بتحقيق عاجل
طالب اللواء 35 مدرع بتشكيل لجنة محايدة وذات صلاحيات كاملة للتحقيق في عملية اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي .
تعز – تعز اليوم :
وشدد البيان الصادر عن اللواء 35 مدرع على عدد من المعايير لتشكيل لجنة التحقيق في عملية الاغتيال , منها ان تكون رفيعة المستوى، و مخولة بالصلاحيات الكاملة، ومتسمة بالحياد والمهنية اللازمة.
واعتبر ذلك شرطا لإجراء تحقيق عاجل ونزيه ومتكامل، عن حادثة الاغتيال , وكشف الجهات التي خططت أو وقفت خلفها، والأهداف المتوخاة منها وكشف ذلك للرأي العام، وتقديم المتهمين للمحاكمة العادلة مهما صغرت أو كبرت أدوارهم في هذه العملية .
وهذا نص البيان كما ورد :
بسم الله الرحمن الرحيم
((مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))
صدق الله العظيم
أيُّ قيامة هزّت أطوادُ الجبال وأيٌّ فاجعة ضاقت بها حلومُ الرجال.. وأيُّ شمس انطفأت في هجير النهار، وأيُّ روحٍ جفلت عن أرضنا وهرعت لتعانق السماء!
بقلوب ممتلئة إيماناً ويقيناً بقضاء الله وقدره، ومشتدةً عزماً وإصراراً على اقتضاء طريق الكفاح والحريَّة، تنعي قيادات وضباط وصف ضباط وجنود اللواء 35 مدرع، ومن خلفهم أبناء محافظة تعز الصامدة وأبناء شعبنا اليمني المغوار، بركان الشجاعة وبيرق البطولة وأسطورة التضحية وقنديل الأمل المتوقد، قائدنا ورائدنا وحادي البطولات وفارس الصولات والجولات والمآثر والمفاخر الخالدة، البطل المقدام والحارث الهمام، القائد البطل
العميد الركن عدنان محمد محمد الحمادي قائد اللواء 35 مدرع – شرعيَّة، والذي وافته المنية، مساء أمس الإثنين ، في إحدى مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن، إثر إصابة قاتلة جراء عملية اغتيال دنيئة استهدفت حياة القائد الشهيد البطل رحمه الله.
أن عملية الاغتيال الغادرة، الجبانة، والوضيعة، التي أودت بحياة القائد البطل، قد تركت ثلمة في صدر الوطن الحزين على فقد أعزّ أبنائه وأشجعهم وأنبلهم، واستهدفت صمام أمانه ومنعته، وانتزعت شغاف قلبه الشفاف، ووجهت ضربةً مخاتلة قاتلة، لكبريائه وشرف نخبته العسكرية، ولمشروع دولته الوطنية المدنية الاتحادية، ولمعركته المصيرية ضد المليشيات الانقلابية وجماعة الكهنوت وأعوانهم وحلفائهم وأذنابهم في الداخل والخارج في مستنقعات الخيانة والتآمر على هذا الوطن العزيز.
لقد كان الشهيد القائد البطل، أسطورةٌ تمشي على قدمين، تــُقاسمنا الآلام والآمال والأنفاس المشبعة بأمل الانتصار، وعودة الدولة القوية العادلة، وأحلام السلام للوطن، والرخاء والازدهار لأجياله الحاضرة والقادمة، وقد مثلت حياته، بالأيام والشهور والسنين، روزنامة تضحيةٍ قاهرة، ومتوالية بطولة باهرة، مجسدةً سورةً في الصبر، وسفراً في الحكمة والظفر والسؤدد والوعي والمسؤولية والإيمان والإخلاص للوطن والشعب.
إن كل لحظة وساعة ويوم عايشناها مع هذا القائد المجاهد البطل الشهيد، قد أعطتنا قيادة وضباطاً وضباط صف وجنوداً في اللواء 35 مدرع، دروساً لا تنتهي حكمها أو عبرها، في معنى القائد القدوة، وعبقرية الرجل الأول، والتزام المسؤول الذي تتجسد في شخصه وروحه وسلوكه وتحركاته وملامحه؛ روح الوطن وآماله وتطلعاته، ولطالما كان القائد الشهيد عدنان الحمادي، مصدر الإلهام الأول، ونبراس الطريق الأبهى، لدى ضباطه وجنوده وأفراده الشجعان، الذين سجلوا ملاحمَ أسطورية في البلاء على سفوح وجبال وسهول ووديان هذا الوطن الرحب الجميل.
وإن سيرته العطرة، ومآثره الباهرة، لتمتد إلى تاريخ بعيد، فلقد عرفت ربوع الوطن شجاعة القائد الشهيد وبطولته منذ عشرون عاماً على الأقل، في كل المناطق والوحدات التي خدم بها، والتي انتدب فيها نفسه وروحه على يديه، منافحاً للظلم، ومترافعاً عن المظلومين، بشجاعته التي لا تخفى على أحد، فكان قائداً عسكرياً وطنياً يندر أن يجود تاريخنا المُعاصر بمثله، حتى جاءت الحرب ضد المليشيات الانقلابية، لتحظى تعز واليمن من خلفها، بالتعرف على ابنٍ من ابنائها، وبطلٍ من أبطالها، ولد من رحم أسطورة، وأطلق أول طلقة في وجه الكهنوت الباغي، وأعلن ولاءه للسلطة الشرعيَّة، بشجاعةٍ ضنَّت على غيره من القادة، وجادت بنفسها لهُ طائعة، ليوقع ومن معه من أبطال اللواء 35 مدرع، نقش شرفهم وولائهم ووطنيتهم، بدمائهم الطاهرة، على جبين الوطن العزيز.
وقد توالت الأحداث والأهوال على حادي البطولات ومن معه من المغاوير الأوائل، الذين سجلوا على ناصية التاريخ اليمني أسماءهم، مزيحين برباطة جأشهم وقوة شكيمتهم، وبأس أرواحهم وإرادتهم، كل الادعاءات الخطابية، والرطانات الإعلامية الزائفة، لتعبر جحافل الأمجاد والمروءة ومآثر الفداء، المتجسدة فيهم، وفيما خاضوا من تحديات نبيلة، في لج الفتن، ووحل الحروب والمآسي والكوارث التي أحاقت بالوطن، نافضين عن وطنهم وشعبهم، بطشَ الأعداء، وشماتة الأصدقاء، لينتصب أودُ اليمن مجدداً، وليقم لجيشه ومقاومته ورجاله قائمة، بعد أن تحولت النواة الأولى، والكتائب الصغيرة التي أسسها القائد الشهيد للجيش الوطني، إلى وحدات عسكرية مكتملة البناء، منيعة الجوار، تحمي ذمار الوطن، وتصد عن أبنائه الأعداء والخونة والمتآمرين والمليشيات وكل من تسول له المساس بالوطن وسيادته وحقوق أبنائه.
وإننا وإذ نتوجه بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد، وعلى وجه الخصوص، نجليه زكريا وأكرم، وكل محبي القائد الشهيد البطل الشجاع، وابناء تعز واليمن كافة، فإننا نُطالب القيادة السياسية، ممثلة بفخامة الأخ/ عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، بتشكيل لجنة رفيعة المستوى، مخولة بالصلاحيات الكاملة، ومتسمة بالحياد والمهنية اللازمة، لإجراء تحقيق عاجل ونزيه ومتكامل، عن حادثة الاغتيال التي استهدفت قائدنا الراحل، والجهات التي خططت أو وقفت خلفها، والأهداف المتوخاة منها، وكشف ذلك للرأي العام، وتقديم المتهمين للمحاكمة العادلة مهما صغرت أو كبرت أدوارهم في هذه العملية الجبانة، لينالوا جزاءهم العادل والرادع.
كما أن قيادات وضباط وصف ضباط وجنود اللواء 35 مدرع، يجددون العهد لله تعالى، وللقائد الشهيد، ولكل أبناء شعبنا العظيم على أنهم ماضون في طريق البطولة والتضحية من أجل الوطن، التي رسمها لنا القائد الشجاع رحمة الله عليه، وأنه سيظل أمثولةً حية في قلوب مرؤوسيه وجنوده ومحبيه وكل من عرفه أو سمع به، ما داموا يتنفسون الصعداء، وقدوة حسنة، وأملاً مشعاً في الصدور، ببشائر النصر، وعوائد الظفر، وبركات عودة الوطن سالماً غانماً معافاً، يسوده السلام والتقدم والازدهار، لأجياله الحاضرة، والآتية بإذن الله.
رحم الله الشهيد القائد البطل، وجعل مثواه الجنة، وألهم أهله وذويه وألهمنا معهم وأبناء شعبنا الصابر المحتسب الصبر والسلوان بفاجعة فقدانه ورحيله المفاجئ، وإنا لله، وإنا إليه لراجعون
صادر عن:
قيادة وضباط وصف ضباط وجنود وأفراد اللواء 35 مدرع
تعز
3 ديسمبر 2019م